حسن سعد
حتي لا نؤذن في مالطة يا معالي الوزيرة
"السرقة واللصوصية عنوان" نعم!!.. السرقة أنواع. هناك من يسرق سرقة مادية ملموسة وهناك من يهمل أو يقصر أو يمهد شيئا للغد علي حساب المنفعة العامة وهناك من يحبس المال العام وهذا أشد أشد أنواع "الحرامية" وشيطان "اللصوصية" وثمة نماذج طاحنة في وزارة الثقافة وهيئاتها وقطاعاتها وبيوتها ونعرض بعضاً منها علي الوزيرة الدكتورة الفنانة ايناس عبدالدايم وفي الحقيقة لا ذنب لها فيما ورثته من هموم واشكاليات كثيرة وكنا قد ألمحنا في المقالات السابقة لنموذجين صارخين الأول أرض مسرح السامر الذي تجاوز أكثر من عشرين عاماً من الإهمال والفوضي بعد أن تحول المسرح إلي أرض دون أن يتحرك مسئول واحد منذ مبارك وحتي اليوم رغم القرار الجمهوري بتخصيص الأرض. ثم وجود الرسومات الهندسية أما مشكلة الاعتمادات المالية فهي حجة واهية فكم من الملايين المهدرة علي فعاليات الطبل والزمر دون فائدة "دول لو زرعوا الأرض برسيم كان أفيد من تركها فضاء" وكذلك مسرح النيل "العايم سابقاً" وتعطيل العمل به بحجة الترميم وقد تم ترميمه أكثر من مرة وكلاهما يعد نموذجاً صارخاً لإهدار وحبس المال العام وكنت في مقال سابق قد نبهت الوزيرة بخطورة قضية المسرحية.. النماذج كثيرة بين الإهمال والاغتصاب للمسارح وهنا وأرجو أن تعي الوزيرة الفنانة ما سوف أطرحه هنا أولاً هناك مسارح ذهبت إلي الأوبرا بدون وجه حق وهي: بالقاهرة مسرح الجمهورية ومسرح معهد الموسيقي العربية وبالإسكندرية مسرح السيد درويش وهنا أناشد الوزيرة برد المسارح لأصحابها وكلها كانت ملك البيت الفني للمسرح. لأن دار الأوبرا تمتلك ثلاثة مسارح الكبير والصغير والمكشوف وهي لا تستغل المسارح التي اغتصبتها سوي ليال قليلة طوال العام وليس من حقها الاستيلاء عليها وهنا اقترح علي الوزيرة الفنانة الدكتورة ايناس عبدالدايم ضم مسرح الجمهورية للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية لأنه لا يملك سوي مسرح واحد بالقاهرة وهو مسرح البالون وآخر بالإسكندرية وهو مسرح محمد عبدالوهاب ويعمل في الصيف فقط وكان لديه مسرح قاعة الغد وضم للبيت الفني للمسرح وهو مملوك تاريخياً وجغرافياً وإنشائياً للفنون الشعبية وشيده الراحل عبدالغفار عودة وقت أن كان رئيساً لفنون الشعبية. أما الكارثة الكبري أن انتزع مسرح السيد درويش من قطاع المسرح وضمه للأوبرا وذهب أدراج الرياح لكي تقدم عليه القليل من الليالي من المعزوفات العالمية أو العروض العالمية وبالنظر لاسم المسرح فهو باسم أحد رواد فن الموسيقي العربية وفن الأوبريت ولكن غر وتكبر المسئول آنذاك أن يضل المسرح لأهله وناسه لتقدم عليه العروض المصرية من الأعمال المسرحية الكبري الدرامية والغنائية وناهيكم عن مسرح معهد الموسيقي العربية بشارع رمسيس وهو مملوك للبيت الفني للمسرح وكان مؤجراً في أحد الحقب لمنتج قطاع خاص ثم استرد. ثم ضم للأوبرا وكيف للأوبرا وهي تمتلك داراً كبيرة بل ثلاثة مسارح بالقاهرة وتغتصب وتستولي علي مسرحين بالقاهرة أيضاً.. المنظومة يا معالي الوزيرة في حاجة لإعادة صياغة. نعم إعادة صياغة. بإعادة تنظيم وهيكلة قطاعات وبيوت وهيئات الوزارة بما يفيد ويخدم الثقافة المصرية وإعادة تأثيرها من جديد علي الثقافة العربية وأهمس في أذنك "الثقافة المصرية مخترقة" بأياد في الداخل ونعرفهم بالاسم؟!!.