الجمهورية
اللواء د. محسن الفحام
استراتيجية شاملة لمواجهة الإرهاب
صدق مؤخراً مجلس النواب علي مشروع قانون قدمته الحكومة يقضي بقيام المجلس الأعلي لمواجهة الإرهاب والتطرف برئاسة السيد رئيس الجمهورية وعضوية كافة الأجهزة السيادية والوزارات المعنية بالإضافة الي كل من فضيلة شيخ الازهر وبطريرك الكرازة المرقسية.
وبنظرة سريعة الي مهام هذا المجلس نجد أنه من أهم أولوياته وضع استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخلياً وخارجياً علي ان يعاد النظر في تلك الاستراتيجية مرة كل خمس سنوات مما يعني انه لن يكون مجلساً تقليدياً بل متطوراً بتطور الفكر المتطرف او المنحرف الذي تتفنن الدول وأجهزة المخابرات التي ترعي الجماعات والتنظيمات المتطرفة في تطويره بشكل مستمر لتحقق أهدافها في الدول التي تريد السيطرة عليها او اضعافها وتقسيمها.
كذلك فإن اهتمام المجلس بوضع برامج لزيادة الوعي بين المواطنين بمخاطر الإرهاب والتطرف والعمل علي انشاء مراكز للنصح والإرشاد يشرف عليها رجال الدين و المتخصصون في علم النفس والاجتماع.. واقتراح الخطط اللازمة لإتاحة فرص عمل للشباب بالمناطق التي يتركز بها التواجد الاخواني وتطوير العشوائيات تعتبر ايضاً من ابرز الأهداف التي يسعي المجلس لتحقيقها والتي سوف تشكل الأساس الأول لمواجهة الفكر المتطرف بعد ان تنتهي القوات المسلحة والشرطة من أداء مهامها في محافظة شمال سيناء والتي اوشكت علي تطهيرها من الخوارج والتكفيرين قريباً بإذن الله.
من ناحية أخري فان وجود السيد رئيس الجمهورية علي راس هذا المجلس وكذلك قيادات الأجهزة السيادية والتنفيذية سوف يكون له مردود ايجابي وفاعل في اتخاذ القرارات وتنفيذها ومعالجة أي أوجه للقصور او الخلل بشكل فوري إذا وقعت عند تطبيق أي قرار يصدر من المجلس.
من هذا المنطلق نري ان المجلس الأعلي لمواجهة الإرهاب والتطرف قد ولد عملاقاً ومتكاملاً بشرط ان نحسن تطبيق القرارات الصادرة عنه وتنفيذها علي ارض الواقع بكل حزم وحسم وذلك من خلال التنسيق بينه وبين الأجهزة المعنية ومتابعة تنفيذها لقراراته بواسطة إدارة مستقلة يجب ان تنبثق منه تكون مهمتها متابعة ذلك اولاً بأول وتكون حلقة الاتصال بين المجلس وتلك الأجهزة.
تبقي رؤية بسيطة أري ضرورة طرحها ألا وهي ضرورة قيام الوزارات المشاركة في هذا المجلس بدورها التوعوي في مواجهة الإرهاب وليس مكافحته فالوقاية خير من العلاج.. ومن هنا فإن قيام وزارة الثقافة والاعلام والشباب والازهر والكنيسة عليهم دور كبير في إعادة تهيئة الشباب وتوعيته بالشكل الذي يحقق لهم التوازن الفكري والثقافي والديني الذي يعود بهم الي جادة الصواب والوسطية في اعتناق الفكر والوعي وإعادة روح الانتماء لشبابنا الذي هو عماد المستقبل بحق.... ومن هذا المنطلق وإذا نجحت تلك الأجهزة والوزارات في تلك المهمة سيكون انحسار التطرف والإرهاب امراً واقعاً يساهم في تحقيق مستقبل مشرق للوطن.
وتحيا مصر
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف