أحمد موسى
العدوان الثلاثى على سوريا
تستضيف المملكة العربية السعودية اليوم القمة العربية العادية فى دورتها العادية لكن الأحداث التى سبقتها جعلتها قمة غير عادية بعد تنفيذ الضربات الجوية على سوريا من خلال عدة دول فى مقدمتها التحالف الأمريكى البريطانى الفرنسى والذى شن هجمات عدوانية على سوريا واستخدام البارجات والأساطيل الحربية والمقاتلات الحربية من البحر والجو والتى استهدفت عدة مواقع داخل الأراضى السورية ومنها مطارات وقواعد وأنظمة الدفاع الجوى فى أكثر من منطقة سورية، والمؤكد أن الولايات المتحدة لم تنسق مع روسيا قبل توجيه الضربات التى استهدفت العديد من المواقع العسكرية والواضح أن الضربة حققت أهدافها من وجهة نظر منفذى الهجوم الذى حدث بعيدا عن الشرعية الدولية ، وهو نفس سيناريو ضرب العراق وغزوها فى 2003، وهذا التحدى بضرب دولة عربية قبل ساعات من القمة العربية يأتى دون تحديد من الذى استخدم السلاح الكيماوى، لأن الخبراء الدوليين لم يذهبوا بعد الى موقع دوما بالغوطة الشرقية، كيف سيتعامل القادة العرب فى القمة اليوم، وهل سيكون هناك رد فعل على ضرب دولة عربية،رغم أن هناك مواقف متباينة فالواضح التأييد القطرى لضرب بشار الأسد والتخلص منه بل وستكون قطر هى الممول لكل صاروخ أمريكى سيطلق على الأهداف العسكرية والقواعد السورية، .بينما هناك دول تريد الحفاظ على الجيوش العربية الوطنية وأطراف أخرى غير مهتمة بما يجرى فى سوريا وتأثير الضربات الأمريكية المرتقبة على منظومة الامن القومى العربى وتفكيك الدول وتدخل القوى الخارجية فى تغيير أنظمة الحكم بالقوة العسكرية مثلما حدث فى العراق وليبيا من قبل. .والأمر يتكرر مع سوريا.
ربما عقد القمة العربية فى هذا التوقيت الذى يشهد تدخلات من دول إرهابية فى الشأن الداخلى العربى وفى المقدمة إيران وتركيا ومعهما قطر، .يدفع الدول العربية الى التحرك الفعال لمواجهة تلك الأطماع الخارجية، كما تأتى قضية العرب الأولى وأعنى فلسطين بعد القرار الذى اتخذه ترامب بنقل السفارة الأمريكية الى القدس وربما ستدخل المنطقة الى مرحلة جديدة من المواجهة فى حالة قيام ترامب بتنفيذ القرار فى مايو المقبل، .وهذا تحد خطير يواجه تلك القمة العربية فى الظهران بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، ننتظر من القمة العربية مواقف قوية ترضى بها الشعوب وتكون لهم كلمة للتاريخ فى مواجهة التحديات والتدخلات الخارجية.