الجمهورية
صالح ابراهيم
قاتل خارج دائرة القصاص!!
تحذير قطاع المعاهد الأزهرية الطلاب من ألعاب.. العنف والقتل المتنوعة والمتجددة الإثارة علي الفيس بوك.. عمل جليل من المؤسسة العظيمة.. وإحساس من القطاع بالمسئولية التربوية لرعاية الأجيال.. فقد يكون التحذير بداية لطريق درء الخطر.. واستعادة الابن أو الابنة قبل المضي في طريق الانتحار أو الانهيار.. وتتميز الطلقة الأزهرية.. في أنها جاءت بالوقت المناسب.. وانشغال الناس بمراقبة الدوامات التي توالت علي جميع المستويات بعد انتحار واحد من الشباب المصري.. بتعليمات مثيرة تحت عباءة التنويم المغناطيسي. طبقاً لقواعد لعبة "الحوت الأزرق" الإلكترونية التي تستهدف أساساً الأطفال والمراهقين من عمر 12 إلي 18 عاماً "كانت الحالة المصرية لشاب نابه. وطالب جامعي".
قديماً مع مقدم الكمبيوتر لمنازلنا ومدارسنا ومؤسسات نعمل بها.. ومقاهي نجلس عليها نتصفح النت.. ونسعي لمزيد من المعلومات.. كانت اللعبات المسجلة علي برامج الكمبيوتر.. تعود لأصل الكلمات المتقاطعة واختبارات الألغاز.. وألعاب الورق "الكوتشينة".. كان يجمع بينها طابع الرغبة في قطع الوقت والتسلية.. ولكن بمرور الوقت.. وترسيخ تقاليد التعامل مع العالم الافتراضي.. المعروفة للجميع.. والتي تعتمد علي قاعدة جوجل للاستفسار والحصول علي معلومات. تزيد آلاف المرات.. بل الملايين علي استيعاب الذاكرة البشرية.. ثم الحسابات المتنوعة والصفحات الشخصية "للناس والمؤسسات والهيئات.. والمواقع الرسمية.. ثم الفيس بوك.. والتغريد علي تويتر".. وغيرها من الابتكارات التي سارع بنشرها وتنميتها وتكاثرها.. تلاحم الهواتف الذكية.. مع إمكانات تكنولوجيا الاتصالات.. وتزايد مكانة النت في الحياة الدولية.. لتصبح لدينا حصيلة متنوعة تحت مظلة شبكة عملاقة.. باستخدامات غير محدودة.. تجعل من المستحيل علي الإنسان مقاطعة الموبايل أو الكمبيوتر.. ومشتقاتهما.. مهما كانت إرادته قوية.. بل تحول الأمر إلي لغة إلكترونية منفردة. يستخدمها الجميع.. عندما يملكون الوقت والفرصة.. بل وقد تصل إلي الإدمان.. الذي قفز فوق الاستحقاقات المتنوعة للحياة والعيش وتحقيق الأحلام. وبلوغ المستقبل.
هذه المرة مع كارثة الحوت الأزرق.. التي نستطيع وصفها بدعوة للقتل علي الفيس بوك.. بعد إذاحة الستار عن أعداد الذين قتلوا.. وكثرة الأوامر التي يتلقونها.. وينفذونها خلال أيام محددة.. إذا أرادوا التراجع في النهاية.. صدمهم "أدمن" اللعبة بمعلومات شخصية لا يجب الكشف عنها.. اللعبة القاتلة.. التي يجب علي العالم التصدي بقوة لانتشارها.. والسعي لإنقاذ أجيال المستقبل من خطرها.. لابد من إدراجها تحت بند "الجريمة الإلكترونية" فقد اخترعها الروسي "فيليب بوديكن" 21 عاماً لا صطياد صغار السن بالتنويم المغناطيسي وشحنهم بالأفكار السلبية.. يدعوهم إلي عالم الضياع والكراهية.. ويوقد بداخلهم نار كراهية الحياة وعدم مواصلتها.. ويطلب منهم التخلص من الحياة.. كحل يرتجي بعد تكليفهم بمهام وسلوكيات غربية ومرفوضة دينياً واجتماعياً.. وإذا جاءتهم الصحوة وسط اللعبة هددهم باستخدام البيانات الشخصية ضدهم.. وحطم علاقاتهم بمن يحبون.
نحن في حاجة ليس للمراقبة التشريعية الانتشار الأسود.. الذي يهدد الملايين في كل مكان.. بل علينا كذلك مراقبة الظواهر السلبية.. التي صاحبت الاستخدام غير الرشيد.. لأجهزة المحمول. والأخري التي تتيح هذه البرامج بسهولة ويسر.. ليس لمن يشتريها.. فقط.. بل هناك من ينسخها ويبعث بها لأصدقائه.. غير مدرك للخطر الذي تحمله.. وعلي سبيل المثال.. إن كان "النت كافيه" مثلاً مكاناً مقبولاً ليجلس عليه الشاب أو الفتاة.. يفتح جهاز الكمبيوتر.. ليكتب خواطو .. أو يبحث عن معلومات من جوجل.. أو يزور المواقع ليعلق علي ما فيها.. وفقاً للطرق المتاحة. ولكن من يتأكد بأنه يفتح صفحات الألعاب الإلكترونية سليمة الغرض والمضمون.. بالإضافة إلي خطر الإدمان. وماطلق عليه "عمل دماغ".
ومن أهام الصعوبات التي تحتاج إلي تدخل علماء النفس والاجتماع.. التصاق الشخص طوال الوقت.. سواء بالمحمول أو الكمبيوتر.. لا يتركه في الطريق أو مكان العمل.. والمحمول بجواره ساعة النوم.. وعلي بعد خطوات من يده.. إذا أصيب بالأرق أو القلق.. فيفتح الجهاز وفي ذهنه ألا يزعج الآخرين بالاتصال.. فيلجأ إلي الحل الأسهل.. الألعاب.. بكل جاذبيتها وتحدياتها.. ولكن إذا لم نحسن الاختيار بينها.. نفتح الباب علي مصراعيه للعزلة والعنف. ثم الخضوع لدعوات قد تبدو براقة بالنسبة لأصحاب السن الصغيرة.. ولكنها مدمرة. قاتلة له.. ومحطمة لآمال أسرته. ويبقي باب الأمل مفتوحاً رغم ذلك.. بتقوية صلة التفاهم والثقة بين الشاب أو الفتاة.. ورب الأسرة "الأب.. أو الأم" للحديث الصريح.. والحوار المباشر لإزالة الهواجس. ومعها الخطر.. ومن المهم تشجيع الشركات المنتجة والمقدمة للخدمات الإلكترونية.. علي إتاحة وسيلة للتحكم الإيجابي.. بحجب المحتوي السييء.. ويحمي أبناءنا من أصدقاء سوء.. أغراضهم خبيثة.. بل قتلة للأسف. خارج دائرة القصاص.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف