الجامعات هي المكان المناسب لاكتشاف قادة المستقبل والمتميزين في كل مجال.. ومعاهد إعداد القادة كمؤسسات تعليمية مكملة لدور الجامعات تلعب دورًا مهماً في تنمية ثقافة الشباب الجامعي والتصدي للأفكار المتطرفة.. وحضور عدد من الوزراء وكبار المسئولين ورؤساء الجامعات مراسم إعادة افتتاح معهد إعداد القادة بحلوان بعد تطويره يؤكد الحاجة الملحة لإحياء دور هذه المؤسسات التعليمية للارتقاء بالأنشطة الطلابية.. وتنمية الوعي والانتماء الوطني لدي طلاب الجامعات.. وفق استراتيجية مواجهة الفكر المتطرف ومكافحة الارهاب والتصدي لهما بالفكر وتحصين الشباب من تلك الأفكار من خلال دورات وندوات تناقش التحديات الداخلية والخارجية للوطن.. والخطاب الديني وتحديثه.. والأوضاع الاقتصادية للبلاد.. ومحاربة الفساد.. وحرب الشائعات وكيفية التصدي لها.. والانتماء الوطني وأهميته في المرحلة الراهنة.. ودور الشباب وقياداته في بناء المستقبل.. والعمل التطوعي وأهميته في خدمة المجتمع.
أهمية معهد اعداد القادة بحلوان بصفة خاصة تأتي من كونه أقدم هذه النوعية من المؤسسات التعليمية.. كمكان يرجع تاريخه الي عام 1919 عندما انشأه الجيش الانجليزي كمعسكر لضباطه.. وكرسالة برزت أهميته في عام 1941عندما تولي الإشراف عليه الإدارة العامة للتربية الرياضية والعسكرية والكشفية وكان يسمي المعسكر الدائم للكشافة.. وكانت رسالته هي إعداد وتأهيل الكوادر من القيادات الشبابية وإتاحة الفرص ومجالات المشاركة الحقيقية في البناء المجتمعي من خلال تقديم البرامج والأنشطة التنموية والتثقيفية المتجددة.
وبالاطلاع علي أهدافه تجدها عظيمة إذا ما تحققت النتائج ومن أهمها..
اكتساب بنية معرفية تثقيفية متنوعة مواكبة لتطورات العصر لا مجال فيها للتلقين أو الطرح في قوالب فكرية أو أيديولوجية جامدة.. والإلمام بحقائق ما يحدث من تغيرات إقليمية ودولية وسياسية واقتصادية وثقافية وما تفرضه من تحديات والتعرف علي قضايا الوطن والمجتمع الجامعي ومشكلاته.. وإتاحة فرص و أدوار مشاركة الشباب وسبل التفكير في حلول جديدة ومبتكرة.. وخلق جيل قادر علي الاندماج مع الغير ومؤمن بمفاهيم التحاور والتواصل والإقناع بعيدا عن التناحر والتشدد والتطرف.. وإتاحة الفرصة للقاء الطلاب وأعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بكبار رجال الدولة ورموزها وصفوة رجال الفكر والعلم والثقافة والاقتصاد والسياسة وجهاً لوجه في حوارات مفتوحة يستلهمون منهم الدروس وينهلون من خبراتهم ويستمعون لرؤيتهم ويشاركون في الرأي في جو تسوده الشفافية والمصداقية.
ما أحوج الدولة المصرية لإحياء هذا الدور لتلك المعاهد للحفاظ علي الهوية المصرية الأصيلة.. وتعميق قيم الانتماء والولاء.