الأهرام
حسين الزناتى
عندما نسهم فى احتلال أراضينا!
إنه لواقع مرير هذا الذى نعيشه نحن العرب، وجاء العدوان الثلاثى البغيض الأمريكى- البريطانى - الفرنسى ترجمة حقيقية لهذا الواقع، فرغم أن العدوان يأتى استمرارا لتاريخ استعمارى حافل لهذه الدول ضد دولنا، فإن مسئوليتنا نحن العرب عما يجرى ليست ببعيدة عنا،بل ومستمرة حتى الآن بانقسامنا فريقين حول ضرب سوريا، الأول مع روسيا التى تتحدث عن أن ــ سوريا دولة ذات سيادة ــ بينما قواتها هناك على أراضى نفس الدولة.. والآخر مع واشنطن وحلفائها التى تدعى أن قوات الجيش السورى استخدمت أسلحة كيماوية فى الحرب الدائرة هناك، وكأن قلبها ينفطر على أبرياء تلك الأسلحة!. والواقع أن الطرفين ماكان لهما أن يقدرا على هذا لولا أنهما يريان أمامهما أمة عربية ضاعت، فلا روسيا فى سوريا دفاعاً عن دولة ذات سيادة، ولا أمريكا تبكى على الأبرياء من السوريين وغيرهم، ولاهما فى محل خلاف على المصالح المتبادلة فى سوريا!. والحقيقة أنه لن تنقضى القضية السورية إلا بعد أن يتقاسم الطرفان والتابعون لكل منهما ما أرادوا وتم الاتفاق عليه. والحقيقة أيضاً أننا نحن العرب قد ضاعت بوصلة المنطقة من بين أيدينا من زمن ساعدنا فيه الاحتلال الأمريكى أن يأتى للمنطقة بخطيئة غزو الكويت واجتياح العراق ثم السماح بإقامة قواعد عسكرية لروسيا. لقد ضاعت هيبتنا وأراضينا وتمزقنا أشلاءً منذ أن تركنا أنفسنا للجهل بدلاً من العلم, والاستهلاك بدلاً من الإنتاج, وللشعارات الجوفاء بدلاً من إيثار الوطن عن الذات، والضمير قبل الفهلوة والأخلاق قبل الفساد، والعقل والوعى قبل التغييب والتغريب.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف