المساء
مؤمن الهباء
رقصة ترامب الأخيرة
كل الحلفاء معه في ضرب سوريا . لكن كل الحلفاء يصفقون له وهو يهرول إلي الهاوية في رقصته الأخيرة . ينظرون إليه علي أنه مختل عقليا . قال موقع "بيزنيس إنسايدر" إن القلق بدأ يتزايد لدي أصدقاء الرئيس ترامب والمقربين منه في الأسابيع الأخيرة نظرا لأنه أصبح متقلب المزاج بشكل متزايد . وأصبح لايمكن التنبؤ بأفعاله أو أقواله العلنية . ومما زاد من توتره الهجوم الإعلامي الدائم . فأخذ ينفجر بلا روية ضد مهاجميه . وأحيانا ضد أصدقائه وبشكل علني . ويقول الشيء ونقيضه .
وقالت صحيفة واشنطن بوست إن " قدرته علي الإيذاء في تزايد متسارع وأنه يقترب من الجنون المطبق "pur madness ".
صار ترامب عقدة أمريكية مستعصية علي الحل . وكثير من المحللين يرون أن اندفاعه إلي ضرب سوريا قفزة واسعة إلي الأمام في محاولة لإنقاذ سمعته وشعبيته بعد الاتهامات والتحقيقات التي تلاحقه كل يوم بشأن علاقاته مع بائعات الهوي وعلاقاته السرية مع الروس . وربما اندفع في هذه الآونة إلي مغامرة غير محسوبة في سوريا ليبرهن علي براءته من أية علاقات غير مشروعة مع الروس أثناء الانتخابات الرئاسية الأخيرة بعد أن استنفد كل الحيل لإحباط التحقيقات التي تجري معه في هذا الملف . واضطر إلي إقالة العديد من معاونيه أو دفعهم إلي الاستقالة بشكل لم يحدث من أي رئيس أمريكي آخر .
وسواء نجحت الضربة الأمريكية لسوريا أو فشلت فإنها بالتأكيد قفزة في الهواء . ليس معلوما أين ستنتهي وكيف ستنتهي . لكنها علي الأرجح ستكون رقصته الأخيرة . ستكون نهايته سياسيا . وقد ذكر الجنرال المتقاعد باري ماك كافري لصحيفة البوست أن "حكم ترامب علي الأشياء وتقديره للعواقب أصبح محل تساؤلات كبيرة . فقد أشعل حربا تجارية مع أوروبا والصين دون استشارة أحد . وأعلن قرب الانسحاب من سوريا ثم تحول إلي ضرب سوريا . وهو يفخر بذلك ويقول إنه من الأمور الجيدة أن يكون الرئيس متقلبا ولا يمكن التنبؤ بأفعاله لأن ذلك يربك الأطراف الأخري".
وفي مطلع الأسبوع الماضي شنت مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هجوما لاذعا علي ترامب في مقال بصحيفة نيويورك تايمز مشيرة إلي أن تصريحاته وأفعاله تخالف الحقيقة وتصل لحد الجهل ورئاسته تعزز عودة الفاشية وسياسته الخارجية المتقلبة أدت لتقليص نفوذ أمريكا في العالم . ونقلت وكالة اسسوشيتد برس تحذير الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر من أن تبالغ واشنطن في تحديها لروسيا . وأن أي مواجهة عسكرية في سوريا ولو كانت صغيرة إجراء يمكن أن تخرج عن السيطرة . مشيرا إلي أن الكثيرين باتوا يدركون أنهم أخطأوا في اختيارهم لترامب رئيسا للبلاد .
هذه كلها مقدمات لانتهاء الرقصة الأخيرة وإطفاء المسرح . ولكن هل يصبرون علي الراقص حتي تخور قواه ويسقط علي الأرض من تلقاء نفسه أم يجبرونه علي الانسحاب في الوقت المناسب ؟
للأسف الشديد هذا القرار في يد اللوبي الصهيوني .

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف