لا يمكن أن يكون الرئيس السورى بشار الأسد فى حالة مزاجية جيدة بعد الضربات الصاروخية الغربية الغادرة ,كما ذكرت وكالات الأنباء الروسية نقلا عن مشرعين روس .. لأنه - ببساطة - لا يوجد عربى واحد يمكنه أن يشعر براحة أو اطمئنان وسيادة أراضيه تنتهك الواحدة تلو الأخرى على مرأى ومسمع من العالم أجمع ,والأمة تكتفى بدور المشاهد الأبله .. ظنا منها أن الدور لن يأتى يوما على كل دولة على حدة .. رغم ترديدنا للمقولة الشهيرة أكلت يوم أكل الثور الأبيض.. وكأننا لا نتعلم من دروس الماضى القريب فى العراق وليبيا وغيرهما من الأقطار التى اتخذتها القوى الاستعمارية فريسة سهلة ولقمة سائغة لتنفيذ أطماعها ومآربها الخبيثة !!
ولا أدرى أى أسلحة كيماوية يتحدثون عنها ؟! وأى غيرة مصطنعة وأى دموع تماسيح يذرفونها على أشقائنا السوريين الذين تزداد معاناتهم يوما بعد يوم جراء التدخل المجرم فى شئونهم الداخلية من قوى إقليمية ودولية رغم أنهم يعيشون فى دولة يفترض أنها صاحبة سيادة ؟!
الوسائل كانت كثيرة ومتنوعة إذا كانوا حقا يريدون التعرف على ما إذا كان فى سوريا أسلحة كيماوية أم لا .. وما إذا كانت تلك الأسلحة قد تم استخدامها من قبل النظام أم المعارضة أم الدول الاستعمارية نفسها لإيجاد أى ذريعة لاستعراض عضلاتها وتوجيه رسائل لأطراف أخرى ,وترويج بضاعتهم المدمرة من صواريخ ذكية وأسلحة فتاكة لدول أخرى, والحصول على كل التكاليف من جيوب الضحايا أنفسهم ؟!
منتهى الاستخفاف والسخرية والاستهانة بنا وبقدراتنا وبتاريخنا العريق ما جرى للشقيقة سوريا السبت الماضى .. ويزيد إحساس المذلة والمهانة أن تأتى الضربات عشية انعقاد القمة العربية على أرض المملكة العربية السعودية واجتماع الملوك والرؤساء والأمراء العرب لمناقشة قضاياهم وأوضاعهم ومستقبلهم فى ظل التحديات الجسيمة التى تواجههم !!
بقى أن نثمن موقف الخارجية المصرية التى أعربت فى بيان رصين لها عن قلقها البالغ, وأكدت تضامنها مع الشعب السورى الشقيق وضرورة الحفاظ على مقدراته الوطنية ووحدة وسلامة أراضيه.