الكورة والملاعب
سمير الجمل
محمد‭ ‬ياسين‭ !‬ الهرم‭
‬يبدو‭ ‬انى‭ ‬أعيش‭ ‬فى‭ ‬عزلة‭ ‬عن‭ ‬الحياة‭ ‬وأحداثها‭ ‬بسبب‭ ‬عدم‭ ‬انسجامى‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الاختراع‭ ‬المسمى‭.. ‬بالإنترنت‭ ‬أو‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭.. ‬فقد‭ ‬عرفت‭ ‬بخبر‭ ‬رحيل‭ ‬زميلى‭ ‬وصديقى‭ ‬محمد‭ ‬ياسين‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭ ‬بشهر‭ ‬تقريبًا‭.. ‬كان‭ ‬الزملاء‭ ‬يظنون‭ ‬انى‭ ‬أعرف‭ ‬ولم‭ ‬يفاتحنى‭ ‬أحدهم‭ ‬حتى‭ ‬جاء‭ ‬من‭ ‬يهمس‭ ‬إلى‭ ‬معاتبا‭: ‬لماذا‭ ‬لم‭ ‬تكتب‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الهرم‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬اللقب‭ ‬الذى‭ ‬أطلقته‭ ‬على‭ ‬‮«‬ياسين‮»‬‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭.. ‬لأنه‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬من‭ ‬الفترات‭ ‬كان‭ ‬يعايش‭ ‬أكبر‭ ‬نجوم‭ ‬الكرة‭ ‬فى‭ ‬المقاولون‭ ‬والزمالك‭ ‬واسكو‭ ‬والبلاستيك‭.. ‬فى‭ ‬أجيال‭ ‬حسين‭ ‬السيد‭ ‬وأشرف‭ ‬قاسم‭ ‬وحمدى‭ ‬نوح‭ ‬ومحمد‭ ‬صلاح‭ ‬وجمال‭ ‬عبدالحميد‭ ‬والشيشينى‭.. ‬وكانت‭ ‬العلاقة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬كونها‭ ‬بين‭ ‬صحفى‭ ‬رياضى‭ ‬ولاعب‭ ‬لأنهم‭ ‬دائما‭ ‬فى‭ ‬بيته‭ ‬أو‭ ‬معه‭ ‬على‭ ‬مقهى‭ ‬أسفل‭ ‬البيت‭.. ‬أو‭ ‬هو‭ ‬عندهم‭ ‬أو‭ ‬معهم‭ ‬فى‭ ‬أنديتهم‭.‬
كنت‭ ‬اسميه‭ ‬‮«‬الهرم‮»‬‭ ‬لأنه‭ ‬صنع‭ ‬لنفسه‭ ‬طريقته‭ ‬الخاصة‭ ‬فى‭ ‬التقاط‭ ‬الخبر‭.. ‬وكتابته‭ ‬بخطه‭ ‬الجميل‭.. ‬وفى‭ ‬وقت‭ ‬من‭ ‬الأوقات‭ ‬كان‭ ‬‮«‬ياسين‮»‬‭ ‬من‭ ‬أشهر‭ ‬الأقلام‭ ‬الرياضية‭ ‬فى‭ ‬محافظات‭ ‬مصر‭ ‬فهو‭ ‬المتخصص‭ ‬فى‭ ‬أخبار‭ ‬المظاليم‭ ‬فى‭ ‬الأقاليم‭ ‬وقبل‭ ‬الإنترنت‭ ‬ووسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬الحديثة‭ ‬السهلة‭ ‬كان‭ ‬يتلقى‭ ‬الفاكسات‭ ‬والمكالمات‭ ‬ويعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صفحة‭ ‬ينتظرها‭ ‬الآلاف‭ ‬فى‭ ‬ارجاء‭ ‬مصر‭ ‬وهو‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأندية‭ ‬الدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬والثانية‭ ‬نجم‭ ‬النجوم‭ ‬بقلمه‭ ‬يرفع‭ ‬اللاعب‭ ‬الفلانى‭ ‬أو‭ ‬يخسف‭ ‬به‭ ‬الأرض‭.. ‬ومعنى‭ ‬ذلك‭ ‬ان‭ ‬‮«‬ياسين‮»‬‭ ‬كان‭ ‬اشبه‭ ‬بقسم‭ ‬رياضى‭ ‬وحده‭.. ‬وقد‭ ‬عرفنا‭ ‬قيمته‭ ‬عندما‭ ‬داهمه‭ ‬المرض‭ ‬وأبعده‭ ‬عن‭ ‬عمله‭.. ‬وعن‭ ‬النزول‭ ‬إلى‭ ‬حيث‭ ‬الأحبة‭.. ‬وما‭ ‬أقسى‭ ‬هذه‭ ‬الدنيا‭ ‬بل‭ ‬وما‭ ‬أتعسنا‭ ‬بهذه‭ ‬المشاغل‭ ‬التى‭ ‬تقتلنا‭ ‬جميعا‭ ‬وتبعدنا‭ ‬عن‭ ‬السؤال‭ ‬والاطمئنان‭ ‬على‭ ‬صديق‭ ‬عزيز‭ ‬حتى‭ ‬يأتى‭ ‬الخبر‭ ‬ونندم‭ ‬بعد‭ ‬فوات‭ ‬الأوان‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬اسجل‭ ‬بأن‭ ‬الزميلين‭ ‬جمال‭ ‬هليل‭ ‬وطارق‭ ‬عبدالمطلب‭ ‬كانا‭ ‬الأكثر‭ ‬تواصلا‭ ‬مع‭ ‬ياسين‭ ‬إلى‭ ‬وقت‭ ‬قريب‭ ‬حتى‭ ‬بدأنا‭ ‬نخشى‭ ‬ان‭ ‬نتابعه‭ ‬فى‭ ‬وضع‭ ‬صحى‭ ‬لا‭ ‬نحتمل‭ ‬ان‭ ‬نراه‭ ‬وكان‭ ‬هو‭ ‬بطلا‭ ‬وصبورا‭ ‬جزاه‭ ‬الله‭ ‬خيرا‭ ‬بما‭ ‬تحمل‭ ‬وكان‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬ميزان‭ ‬حسناته‭.. ‬وأذكر‭ ‬انه‭ ‬تعافى‭ ‬وكان‭ ‬فى‭ ‬أفضل‭ ‬حالاته‭ ‬وقت‭ ‬فرح‭ ‬ابنته‭ ‬الكبرى‭ ‬وكأنه‭ ‬تحدى‭ ‬مواجعه‭.‬
‭.. ‬رحم‭ ‬الله‭ .. ‬‮»‬الهرم‮«‬‭.. ‬ونسأل‭ ‬المولى‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬ان‭ ‬يغفر‭ ‬لنا‭ ‬تقصيرنا‭ ‬معه‭.. ‬وأن‭ ‬يفسح‭ ‬له‭ ‬فى‭ ‬قبره‭ ‬ويجعله‭ ‬روضة‭ ‬من‭ ‬رياض‭ ‬الجنة‭ ‬بحق‭ ‬المعاناة‭ ‬التى‭ ‬عاشها‭ ‬لسنوات‭ ‬صابرًا‭ ‬محتسبًا‭ ‬برعاية‭ ‬زوجته‭ ‬الوفية‭ ‬وابنتيه‭.‬
‭.. ‬كافح‭ ‬ياسين‭ .. ‬ولم‭ ‬يتعامل‭ ‬الا‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬يحبه‭ ‬ويبادله‭ ‬نفس‭ ‬الشعور‭.. ‬ويوم‭ ‬ان‭ ‬يأتى‭ ‬من‭ ‬يكتب‭ ‬تاريخ‭ ‬الصحافة‭ ‬الرياضية‭ ‬مع‭ ‬دورى‭ ‬المظاليم‭ ‬والأقاليم‭ ‬سيأتى‭ ‬اسمه‭ ‬فى‭ ‬الصدارة‭ ‬مع‭ ‬المرحومين‭ ‬‮»‬عمر‭ ‬أحمد‮«‬‭ ‬فى‭ ‬الجمهورية‭ ‬و»محمود‭ ‬عبدالفتاح‮«‬‭ ‬فى‭ ‬المساء‭.. ‬وياسين‭ ‬فى‭ ‬الكورة‭ ‬والملاعب‭.‬
‭.. ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬الجميع‭ .. ‬ورحم‭ ‬الصحافة‭ ‬الورقية‭ ‬قبل‭ ‬ان‭ ‬يأكلها‭ ‬العفريت‭ ‬الافتراضى‭!!‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف