فى ظل حالة التخبط والارتباك التى تسود القلعة البيضاء تحتار الجماهير العاشقة لها فيمن على حق ومن هو على باطل.. وتدور الاستفسارات على كافة الأصعدة والمستويات.. مثلاً من الخاسر فى صفقة العام التدريبية بعد استقالة أو إقالة الكابتن إيهاب جلال.. المؤكد ورغم أن أحداً من القيادات المسئولة فى هذا المعقل الرياضى العريق لا يخرج علينا بمعلومات شافية وافية أو حتى بيانات صادقة أن جميع الأطراف لحق بها نوع من الخسران.. الكابتن إيهاب لم يحسبها بتوازن ووافق على قبول المهمة فى ظروف عصيبة يمر بها الفريق بالرغم من عدد الموهوبين الذين اكتظت بهم القائمة والذين يفتقرون للإخلاص والولاء والوفاء للقلعة البيضاء.. بل أعلن أنه مسئول عن أهم المباريات التى يواجهها الفريق طوال الموسم أمام الأهلى بعد توليه المسئولية بأقل من ٨٤ ساعة فقط فجاءت الهزيمة القاسية بثنائىة نظيفة فتدنت المعنويات وانخفضت الطموحات وتتالت الهزائم والإخفاقات فخرج الفريق من الكونفيدرالية على يد فريق غير مصنف من أثيوبيا ثم خسر محلياً عدة مرات قبل أن تأتى القشة التى قصمت ظهر جلال نفسه أمام فريقه السابق الشامت ـ المقاصة ـ ليعلن بعدها اعتذاره عن عدم الاستمرار ويضطر وكيله تامر النحاس لدحض هذا الاعتذار من خلال المنابر الإعلامية ولتبادر قيادة النادى لإعلان رحيله والبحث عن بديل أجنبى فى وقت حرج وقبل خوض الفريق لمباريات مهمة سواء فى كأس مصر أو بالدورى الذى تطمح الجماهير إلى المنافسة على مركز الوصيف فيه طمعاً فى المشاركة فى بطولة الدورى الأفريقى.. إذن إيهاب جلال خسر الكثير والكثير من سمعته ومكانته وأضر بموقعه الذى كان آمناً بإنبى وأصبح يعانى الشتات والتيه حالياً وحتى ينفض عن كاهله الغبار والصدأ الذى سيلحق بمعدنه النفيس.. وفريق الزمالك يخسر كثيراً فى ظل عدم الاستقرار وحالة التخبط الفنى بعد التغييرات العديدة والتى زادت على ثلاثة أجهزة فنية متعاقبة فى أقل من موسم وأكثر من ٥١ جهازاً فى السنوات الثلاث الماضية فضلاً عن أكثر من ثلاثين من اللاعبين تم استقدامهم إلى القلعة البيضاء ومثلهم تم الاستغناء عنهم ورحيلهم عنها.. ولهذا افتقر الفريق للهوية وافتقد للتفاهم وعانى من عدم الشخصية وندرة الإيجابية وانعكست كل هذه التداعيات على عروضه الباهتة ونتائجه الواهنة والأداء الضعيف.. أما الخاسر الأكبر فهو الجمهور العريق الصامد الصابر الذى يطوى شجونه ويخفى جنونه ويسكت حتى عن مجرد التعبير عن رفضه وعدم رضاه عن كل ما يحدث ويدور ولا يعرف متى يستفيق من تلك الغمة ومتى تنقشع تلك الكبوة التى طالت وامتدت لسنوات وليس لساعات وأشهر.. والحقيقة فإن كل العناصر المنتمية للمعقل الأبيض حسبتها خطأ مع أنها ليست حسبة برما ولا يحزنون.. القيادة خطفت المدير الفنى الكفء من ناديه ـ إنبى ـ بأساليب غير رياضية وبإغراءات وإغواءات مادية.. والمدرب حسبها خطأ لأنه تصور أن هذه النقلة من أحد الأندية غير الشعبية إلى معقل ميت عقبة تعتبر نقلة حضارية قد تحول أقداره إلى العلا فى لحظات وليست سنوات.. والجماهير حسبتها أيضاً خطأ لأنها تغافلت وتغاضت عن إعلان رفضها بل وباركت وتيمنت بهذه النقلة سعياً لتحقيق التوازن الفنى المفقود لفريقها المؤود.. والآن يدفع الجميع ضرائب باهظة جراء هذه الحسابات الخاطئة.. والله ندعو أن يعيد الزمالك إلى سابق عهده يوم أن كان قلعة بحق وحقيق ينافس ويحقق كل البطولات وليس نادياً يفاخر ويباهى بالصالات والقاعات والبنايات والحدائق والمتنزهات.