بالتأكيد حروب الجيل الرابع والخامس تتطلب من إعلامنا أن يواجهها بطريقة علمية ومهارية ومهنية وابتكارية بشكل احترافي نظراً لأن مثل هذه الحروب تشنها أجهزة معلوماتية من الدرجة الأولي وتستهدف بالمقام الأول والأخير بث سموم الشائعات لإشاعة جو من اليأس والاحباط والتفريق بين مواطني الدول التي تستهدفهم بحيث تمزقهم وتدفعهم للانتحار في نهاية المطاف. خاصة في مسألة إشعال فتنة النزاع الطائفي والقبلي.
ولا يمكن الاعتماد بشكل موسع علي النظريات الإعلامية الغربية للتصدي للكثير من القضايا والإشكاليات لأنها لا تتلاءم مع بيئتنا ومناخنا ومجتمعنا وظروفنا ونظراً لأهميته وخطورة دور الإعلام الرسمي والمتمثل بالصحف القومية والإذاعة والتليفزيون في التصدي للمحاولات اليائسة والفاشلة لأنماط من وسائل الإعلام ومن بينها وسائل الفواصل الاجتماعي وليست التواصل والمعروفة بالسوشيال ميديا لتنفيذ مجموعة من مخططات الأجندات الخارجية لم يجد الدكتور محمد سعد إبراهيم عميد المعهد الدولي العالي للإعلام وسيلة عملية وتجربة واقعية سوي دعوة كبار الصحفيين والإعلاميين والخبراء المتخصصين من أساتذة الإعلام للمشاركة في المؤتمر الإعلامي الموسع خلال يومي 23 و24 من أبريل الحالي لتحديد أجندة علمية واقعية ومستقبلية لبحوث الإعلام وإشكاليات التحول من النمطية إلي التجديد وتخطي الأعمال الصحفية والبيئة التي يعملون فيها لرصد الباحثين بالمؤتمر حيث انطلقوا بالتحليل لاتجاهات مختلف الخطاب الصحفي في دراسة تحليلية مقارنة بين المدرسة الإعلامية والمدرسة اللغوية وقارئية الصحف المطبوعة ومستقبلها في ضوء الاتجاهات البحثية الحديثة والأطر النظرية لمدارس تحليل الخطاب.
* بالفعل نحن بحاجة للتوسع في البحوث الإعلامية المتعلقة بتحليل أخلاقيات الخطاب الإعلامي بالمواقع الإخبارية الإلكترونية حتي نتمكن من الوقوف علي الأسباب التي ساهمت بالوصول للخطاب الإعلامي علي المواقع الإلكترونية لهذا المستوي مع مراعاة تفادي الفجوات البحثية بالبحوث الكمية.
* ومن الأهمية أن نضع نُصب أعيننا الاتجاهات الحديثة في بحوث التأثيرات السياسية للصحافة علي القراء والنتائج والتوصيات التي يتم التوصل إليها حتي يمكن الاستفادة من مجملها عند التناول الصحفي بمختلف فنون التحرير الصحفي.
* أعتقد أنه لن يتأتي لنا الوصول إلي خطاب إعلامي متوازن إلا بالإعداد والتأهيل المتميز للأجيال الجدد من طلاب أقسام الصحافة والإذاعة والتليفزيون بكليات ومعاهد الإعلام.
* ومن المؤكد أننا بحاجة لرصد الضغوط النفسية الناجمة عن التعرض للبرامج الحوارية بالتليفزيون حتي نتفادي ما يصيب المشاهد من أمراض العصر وبما يجنِّب الدولة تحمُّل المزيد من النفقات لعلاج المرضي!!
* وإذا كنا بحاجة لمعرفة الوسائل العلمية الكفيلة بتوعية مختلف الأسر لأثر المحتوي الإعلامي الإلكتروني علي الصحة النفسية للأطفال وخطورته علي حياتهم وبخاصة بعد تداعيات لعبة الحوت الأزرق فإننا بحاجة أكثر لعودة الروح في متابعة الآباء والأمهات لأبنائهم بعد فترة من الانفصال عنهم لإنشغالهم بتحقيق المكسب المادي أو حتي لتلبية احتياجاتهم علي حساب الغرس المعنوي بنفوسهم ورب لعبة ضارة نافعة!!