منذ أيام معدودة أصدر الوزير محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية قرارا بتشكيل مجلس إدارة الأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد وضم إليه وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي والنائب العام ورئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ورئيس وحدة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب بغرض مكافحة الفساد وتأكيدا علي مبدأ النزاهة والشفافية.. يأتي إعلان هذا القرار في أعقاب الاحتفال بأعضاء الرقابة الإدارية الحاصلين علي الماجستير في إدارة الأعمال من كلية الدراسات العليا في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري..
- الخبر يحمل شقين الشق الأول فرحة الرقابة الإدارية برجالها الذين تفوقوا وحصلوا علي الماجستير وهي خطوة للدكتوراه.. الشق الثاني اهتمام رئيس هيئة الرقابة الإدارية بالأكاديمية الوطنية لمكافحة الفساد بدليل أنه اختار في مجلسها قامات ترسي مبادئ النزاهة والشفافية التي يسعي إليها الوزير محمد عرفان.. إلي أن يتحقق حلمه علي الأقل في الجهاز الحكومي مطلوب التخلص من الفساد، ولكي نتخلص منه لابد من التزام منظومة العمل في الجهاز الحكومي بالشفافية والإخلاص..
- في رأيي لن تتحقق النزاهة ولا الشفافية إلا إذا اكتملت المنظومة في الجهاز الحكومي وأصبح لا يعمل فيها إلا النظيف الأبيض الذي يستثمر علاقته في العمل مع ربه، وما أكثر هؤلاء الشرفاء نجدهم في المواقع الحكومية الجماهيرية أي التي يرتبط عملها بالمواطنين، وكون أن تنحرف قلة من ضعاف النفوس ليس معناه أن الجهاز الحكومي عندنا فاسد، قد يفهمني أحد أنني أدافع عن الجهاز الحكومي أو أضيف إليه رتوشا وأعمل علي تجميله، الجهاز الحكومي فيه عيوب كثيرة يحكمها الروتين ولا يحكمها الفساد، لكن يوم أن تظهر حالة فساد واحدة في أي موقع حكومي تؤثر علي البقية الباقية من الشرفاء.. وعندنا أمثلة كثيرة علي النزاهة والشرف.
- معني الكلام أن هناك فوارق في الضمائر والذمم في الجهاز الحكومي، تستطيع أن تقول إن نسبة الانحراف في المحليات مرتفعة جدا عن مواقع في الجهاز الحكومي قد تكون منعدمة.. كل الأجهزة الرقابية تعرف أن المحليات مصابة بمرض اسمه »الرشوة».. وبالذات في قطاع الخدمات مثل الإدارات الهندسية في الأحياء.
- السؤال هنا وهل أكاديمية مكافحة الفساد سوف تنظم لقاءات مع جميع موظفي الدولة تحثهم علي النزاهة.. الذي أعرفه أن الرقابة الإدارية تعمل بمفهوم علمي وتربوي لا تنتظر الزبون أن يدخل المصيدة بل رسالتها أن تحمي الملف من نفسه، تغرس فيه القناعة والقوة حتي لا يضعف أمام إبليس، عضو الرقابة الإدارية يضبط القضية وهو حزين وكم كان يسعده ألا يقع الموظف في ضعف يبيع فيه ضميره، الشيء الذي يسعدنا أن نري قضايا التلبس تتساقط يوما بعد يوم وكأن الناس لم تتعظ بما ينشر عن جرائم الفساد التي تضبط، مع العلم أن الفساد ليس في الرشوة، لكن تراه بوضوح في المناقصات الحكومية أو صرف مستحقات المقاولين والابتزاز والمساومات التي يتعرض لها أصحاب هذه الحقوق..
- علي أي حال المرحلة القادمة ستشهد دور رجال الرقابة الإدارية في التوعية، في إبراز الشرفاء لعل وعسي أن يكونوا قدوة لزملائهم، أنا عن نفسي أحيي الوزير محمد عرفان فالرجل يتعامل مع مكافحة الفساد بأسلوب علمي وتربوي.. المهم أن تصل الرسالة إلي الضعفاء إذا أرادوا أن يكونوا في قائمة الشرفاء.