هانى عسل
صواريخ باليستيكية .. ومعارضة «صفيح»!
صاروخ باليستى .. صاروخ باليستيكى .. صاروخ موجه .. صاروخ ذاتى الدفع .. قل عنه ما شئت.
ولكن النتيجة أن حالة «الهطل» التى تعامل بها خصوم الدولة المصرية وكارهو الرئيس وأعداء أنفسهم مع هذا المصطلح كشفت النقاب عن حقيقة مؤسفة سبق أن حذرنا منها من قبل مرارا ولم تعجب البعض، وهى أن مصر «بختها مايل» فى المعارضة، وبإرادتها، وليس لأى سبب آخر. فما لدينا الآن ليس إلا معارضة هزيلة «صفيح» اختارت بنفسها أن تكون إما مدمرة، أو جاهلة، أو بلهاء، فمن يتحدث باسمها هم للأسف إما إرهابيون ومطاريد فى الخارج، أو مجموعات من الخونة والعملاء وهواة الشهرة والاستظراف فى الداخل، أما معارضة «عليها القيمة» أو «زى الناس»، فإيدك والأرض!
ولا شك فى أن حالة السذاجة الغاشمة التى تناول بها إعلام الإخوان المنطلق من الدوحة واسطنبول ولندن وغيرها قضية مصطلح الصواريخ الباليستية أو الباليستيكية بعد كلمة الرئيس السيسى فى الدمام، وحالة الانقياد الأبله التى أصيب بها أذنابهم ومعجبوهم فى الداخل، تعنيان وبكل أسف أن الدولة المصرية ستظل تواجه هذا «الهم» على مدى أربع سنوات قادمة هى فترة ولاية السيسى الثانية.
ولا أقصد بكلمة «الهم» هنا إرهابا قادرا على قلب الموازين، ولا حتى معارضة ديمقراطية قوية «محترمة» قادرة على لم الناس حولها، ولكن المقصود هنا أننا سنجد أنفسنا مضطرين خلال الفترة القادمة للدخول بين الحين والآخر فى قضايا تافهة وفرعية ومناقشات سطحية وسوفسطائية الغرض منها إهدار الوقت والطاقات والأعصاب.
فى قضية الصواريخ الباليستية التى نطقها السيسى فى القمة العربية بوضوح شديد «باليستيكية» وليس «بلاستيكية»، دخلت المعارضة المزعومة التى ابتلينا بها ملعبا غير ملعبها، وأقحمت نفسها فى خلاف حول مصطلح عسكرى بالتأكيد الرجل أدرى به من أى شخص آخر، وعندما انكشفت الحقيقة، بدت هذه المعارضة وكأنها «عبيط القرية» الذى وجد نفسه فجأة داخل وادى السيليكون مثلا، وظهر إعلاميون ومدونون ونشطاء يستلذون هذا النوع من المعارضة فى صورة لا تختلف كثيرا عن صورة المكوجى والدباغ والسمكرى وصبيان العوالم الذين جمعهم مدير الكرة النصاب مصطفى الحلوانى فى فيلم 4-2-4 وعرضهم على منصور عبد الغفار صاحب نادى «الأسود» لتشكيل فريق كرة قدم ينافس الأهلى والزمالك على لقب الدوري، وفى نهاية الفيلم، انكشفت حقيقة هؤلاء، بعد أن تبين أنه لا علاقة لهم بكرة القدم، فطردهم النادي، واضطروا للعودة إلى مهنهم السابقة، اللى يكويها، واللى يفردها، واللى يشمعها!
وهكذا بالضبط حال من يسمون أنفسهم الآن معارضة، ويسوقون هذه الصفة لأنفسهم فى الإعلام الأجنبي، هم ومن يسمون الهراء الذى يكتبونه كتابات سياسية أو «كوميكس»، ويطلقون على معجبيهم الذين يتلقون منهم العلم لقب «فانز»، أى جمهور، وبعدها يشكون من تكميم الأفواه، ولا حول ولا قوة إلا بالله!
وحكاية الصواريخ الباليستيكية هذه ذكرتنى بواقعة شهيرة حدثت فى مجلس الشعب إبان حكم مبارك، عندما لقن الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس المجلس وقتها النائب المعارض على طول الخط أيمن نور درسا مفحما فى أثناء مناقشة نص بمشروع قانون، حيث اعترض نور على عبارة ما قال إنها تحمل معنى عكسيا، إلا أن سرور وقتها امتطى صهوة جواده، وقدم لنور «حصة عربي» فى قاعدة الاستبدال، وأفهمه أن الباء فى اللغة العربية تدخل على المتروك لا العكس كما هو شائع، بدليل قوله تعالى على لسان موسى عليه السلام مخاطبا بنى إسرائيل : «أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير».
وحسنا فعلت شبكة «سكاى نيوز» عندما تناولت قصة الصواريخ هذه بعد قمة الدمام بعنوان مبدع يقول : «كلمة السيسى تضرب مصداقية إعلام الإخوان .. بصاروخ صحيح لفظيا»، فى إشارة إلى منصات الإخوان داخل مصر وخارجها التى احتفلت باصطياد ما زعمت أنه خطأ لفظى فادح للسيسي، ولكن انكشف بعدها جهلهم، وغباء من يوجههم، وانفضح أيضا إصرارهم التاريخى على التسفيه والتسخيف من مجرد انعقاد أى قمة عربية، و«الطرمخة» على أى مناقشات جادة حول القضايا المتعلقة بمصير وبقاء هذه الأمة. فلم يكن المهم أن تكون الصواريخ باليستية أو باليستيكية، ولكن المهم أن أرضا عربية «انضربت به» نتيجة أفعالهم السوداء فى اليمن وسوريا، وباقى دول الربيع بتاعهم!
.. أخيرا، ما زلت مقتنعا بأن أفضل ما قاله السيسى طوال ولايته الأولى : «إللى مش عارف .. يسكت»!