سمير شحاتة
الخلاص من العقول الظلامية
مساعى السعودية للتحرر من قبضة الفكر المتشدد، أمر واقع وليس بروباجندا، موجة إصلاحات تشمل تغييرات جذرية بالحياة الثقافية والاجتماعية، »العلاج بالصدمة« كما وصفها الأمير محمد بن سلمان، فاليوم تشهد العاصمة »الرياض« افتتاح أول سينما بعد 40عاما من إيقاف تراخيص بناء دور العرض وحالات التضييق والانغلاق الفكري، وهى واحدة من 350سينما يجرى بناؤها، ويعملون على جذب صناع السينما من بلدان العالم لتصوير أفلامهم فى المملكة، وللمرة الأولى فى تاريخها تشارك السعودية فى مهرجان «كان» السينمائى الشهر المقبل بتسعة أفلام قصيرة، وسبقها إرهاصات لنشاط سينمائى سعودى بالأوسكار من سنتين بفيلمى «بركة يقابل بركة» للمخرج محمود صباغ، و«وجدة» للمخرجة هيفاء المنصور، وشهدت الرياض حدثا نسائيا استثنائيا بإقامة عرض أزياء هو الأول فى تاريخ السعودية! وحفلات غنائية لتامر حسنى وحماقى وغيرهما، وتزاحمت الفتيات عليهم لالتقاط السلفي، وحتى وقت قريب كان هناك من يحرم الاختلاط ويحرض ضد الغناء والتمثيل، هى بحق ثورة اجتماعية وثقافية. يحدث ذلك ونحن نشهد تقهقرا بكافة النواحى الثقافية بمصر، وكانت قبلة للمثقفين والمستنيرين العرب، تغلغلت الأفكار الظلامية والمتشددة بحياتنا، فلماذا لانبحث عن طريق للخلاص منها لتعود مصر لمكانتها! وتكون البداية الحقيقية لتجديد الخطاب الدينى والتعليمى والأخلاقى الذى لم يقترب أحد لإصلاحهم حتى الآن! إضافة إلى مايحدث لتراثنا الفنى من تشويه بالحذف والمنع والوصايا، كما حدث لأغنية (الدنيا ربيع)، ومن قبلها نادت لجنة بفرض موضوعات بعينها على دراما رمضان. انتهى عصر الثقافة الموجهة، وبين أيادى الأطفال والشباب جهاز صغير يعرض أفكار وفنون الدنيا.