الأهرام
جمال زايدة
تيار التنوير والحداثة
ما يحدث فى المملكة العربية السعودية من إصلاح يثير اهتمام الناس فى مصر والعالم العربى بل وعلى المستوى الدولى وهو ما يثبت أن الاصلاح ممكن بقرارات ادارية، وأن ما كان يعد فى عداد المستحيل أصبح من الممكن تطبيقه وبسهولة. منح المرأة السعودية الحق فى قيادة السيارة وفى حضور مباريات الكرة مثلها مثل الرجال وفتح الباب واسعا أمام صناعة الترفية فى المملكة أدى الى سريان شعور بالراحة بين قطاعات واسعة من الطبقة الوسطى السعودية التى كانت تنفق المليارات من الدولارات على السياحة فى العواصم الأوروبية، وأصبح كل ما كانوا يسعون وراءه متاحا أمام الجميع.. مشاريع الشواطئ العملاقة على شاطئ البحر الأحمر وإطلاق مشروع نيوم شمال غرب المملكة بالاشتراك مع مصر والمملكة الأردنية والسماح بتيار واسع للتحديث يقوده ولى العهد الأمير محمد بن سلمان. تيار التنوير والتحديث يجب أن يكون هو المشروع الذى تتشارك فيه مصر مع السعودية لمواجهة أى تيارات ظلامية تسعى الى وقف عجلة التقدم سواء من خلال جماعات دينية تم وصمها بالإرهاب وما زالت تبث سمومها بين الناس فى القرى والمدن، وذلك لن يتأتى الا بمشروع واسع المدى لتطوير التعليم على مستوى المدارس والمناهج وأعضاء هيئة التدريس ولتطوير حقيقى فى الإعلام يكرس قيم حرية التعبير ويقف مساندا لاستقرار وتحديث الدولة وليس منكبا على نشر التفاهات وإزالة الأفكار الخاطئة السائدة فى المؤسسات الدينية. لقد دخلت مصر مرحلة تحديث بنية الدولة والمجتمع منذ محمد على فى بدايات القرن التاسع عشر إلا أن هذا المشروع أصابه العطب، ويحتاج إلى وقوف المؤسسات مع جهود الرئيس السيسى لصد الإرهاب، ولإعادة بناء الدولة تمهيدا للانطلاق بمصر الى الأمام.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف