د.وسيم.. هو صديق علي البعد.. لم أشرف بمعرفته شخصياً.. وإنما أشعر أننا أصدقاء من خلال ما أقرأه له.. أو أشهده يتحدث فيه أحياناً علي شاشات بعض القنوات.
ولعلك أدركت عزيزي القارئ أنه د.وسيم السيسي.. وأنا معه اليوم في مقال يوم السبت الماضي.. وهو مقال يكتبه أسبوعياً في إحدي الصحف الخاصة. وأنا حريص علي قراءته.. وأعجب كثيراً بما يكتبه عن الحضارة المصرية القديمة.. رغم أنه طبيب وجراح.. ولكنه أيضاً عالم مصريات.. ويحفظ الكثير من روائع التراث المصري القديم.. ويستشهد بها في أحاديثه وكتاباته. ومع هذا فأنا لست معه علي طول الخط فيما يكتبه.. بل إني في كثير من الأحيان أشعر بالأسف والضيق.. لأن هذا الكاتب الذي أقرأ له.. وأعجب به.. يتناول الزعيم الراحل.. جمال عبدالناصر في كتاباته بنقد لاذع. ومُرْ أيضاً.. وأحس أنه يتجني علي الرجل كثيراً.. وليس ببعيد ما كتبه عن تأميم شركة قناة السويس.. وعودة القناة إلي حضن الوطن.. بعد أن كانت دولة وحدها داخل الدولة.. وهو في هذا يري أن القناة كانت ستعود وحدها في عام 1968.. دون حاجة إلي التأميم.. ودون حاجة إلي تلقي ضربات الاستعمار في ذلك الوقت. وشن حرب 1956.. والعدوان الثلاثي الأول الذي شاركت فيه بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.. وقد حدث العدوان الثلاثي الثاني منذ أيام.. ضد سوريا التي شاركت مصر في عام 1956 في مواجهة العدوان الثلاثي.. وانطلقت إذاعتها تعلن "هنا القاهرة" من إذاعة "دمشق".. بعد أن قذفت طائرات العدوان محطات الإرسال الإذاعي في أبوزعبل.. وشارك العمال العرب من سوريا وباقي الوطن العربي في مواجهة العدوان.. والامتناع عن تحميل أو تفريغ سفن دول العدوان في الموانئ العربية.
يري د.السيسي أن القناة كانت ستعود.. وكثيرون غيره. كانوا يرون هذا.. وعلي رأسهم الراحل فؤاد سراج الدين.. وقد رددنا علي هؤلاء جميعاً بمقال فندنا هذه المقولة. أو هذا الافتراض.. وأثبتنا كيف كانت فرنسا والدول الأوروبية تستعد منذ أوائل الخمسينيات. لتشكيل ما أسموه بهيئة المنتفعين. لتتولي إدارة قناة السويس بعد انتهاء امتيازها في عام 1968.. وهو نفس ما حاولوه بعد تأمين قناة السويس.. وقد عرضنا لهذا كله بالوثائق.
لهذا أختلف مع الدكتور وسيم السيسي في هذا الجانب من آرائه.. وإن كنت أعجب بما يكتبه غير ذلك.. أو يتناوله في أحاديثه التليفزيونية عن حضارتنا العريقة. وعن ضرورة توعية شبابنا بهذا التاريخ.. وتوعيتهم أيضاً بما تفرضه هذه المرحلة من ضرورة العمل.. والعمل والإيمان بمستقبل مصر. الذي يعمل من أجله بلا كلل وبلا راحة ليل نهار الرئيس عبدالفتاح السيسي.
من أجل هذا.. وبعد هذه المقدمة الطويلة.. أنتقل إلي ما كتبه الدكتور وسيم السيسي يوم السبت الماضي في تلك الصحيفة الخاصة.. وأقول: أنا معه فيما كتبه.. وكثيرون غيري يرون نفس الرأي.. ويتطلعون إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي في مطلع فترة رئاسته الثانية.. لعل هذا كله يكون في تقديره.
فالدكتور وسيم بعد أن يتوجه إلي بعض الشباب العاق.. ويرد علي ادعاءاتهم.. يدعوهم إلي الانضمام إلي طابور العاملين من أجل نهضة وطنهم.
وهو مع هذا له ملاحظة جديرة بأن تكون أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي وحكومته.. يقول د.وسيم:
"أينما تواجدت أسمع الشكوي المرة من الأسعار. ولهم الحق كل الحق في ذلك. لقد مرت سنوات عجاف. وآن الأوان لنجني ثمار صبرنا وحرماننا.. لا يجب رفع سعر البترول في يوليو. وهو يرخص في العالم كله.. الناس في ضنك يا سيادة الرئيس.. قال أمير الشعراء:
إذا ملكت النفوس فابغ رضاها... فلها ثورة وفيها مضراء... والمشاريع العملاقة نريد أن يعم خيرها في عهدكم.. وليس في عهد حاكم آخر بعدكم".
في نفس المعني قال "مفيد فوزي": "أخشي علي بالونة الصبر من الانفجار".
أنا مع هذا.. وأتطلع إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي في مطلع ولايته الثانية ليطلب إلي الوزراء جميعاً الكف عن إطلاق بالونات الاختبار برفع أسعار الكهرباء تارة.. وأسعار البترول تارة أخري.. ورفع أجور السكة الحديد والمترو.. هذه البالونات أضرارها بالغة.. مع كل بالونة تزيد الأسعار.. قبل أن تزيد الأسعار المطروحة في البالونة نفسها.. نريد أمراً لهؤلاء الوزراء ولكل المسئولين.. أن يقولوا خيراً.. أو يصمتوا.
ومع مناقشة الميزانية الجديدة.. بتنا جميعاً نخشي من تبعات هذه المناقشة.. وما سوف تشهده من زيادات ستؤدي حتماً إلي زيادات أخري غير محتملة في الأسعار.. ونحن في مطلع فترة الرئاسة الثانية.. نريد أن نكافئ هذا الشعب الصبور.. الذي تحمل فاتورة الإصلاح حتي الآن بصبر.. وفهم.. كل ما نريده فقط فترة راحة.. فاصل زمني بين زيادة.. وأخري ستحدث حتماً.. ويصعب تحملها إن جري رفع الكهرباء والبترول والخدمات في يوليو القادم.. هذه كلها ضربات في رأس المواطن الذي يكاد ينفجر من التفكير في تدبير حياته.. نريد له هُدنة سنة.. يلمس فيها ثمار الإنجاز في الفترة الرئاسية الأولي.. ويخرج فيها إنتاج المزارع السمكية بأسعار مناسبة.. يخرج فيها إنتاج الصوب الزراعية من الخضر والفاكهة.. يستمر فيها انخفاض أسعار الدواجن واللحوم.. فترة يتنفس فيها المواطن بعض الراحة.. ثم يتأهب لجولة جديدة.. وإن شاء الله لا نحتاج إلي رفع أسعار الكهرباء أو البترول التي تمس حياة كل مواطن.. وتقلبها رأساً علي عقب.