كلمة والسلام
في مسألة رواتب ومعاشات الوزراء وأعضاء البرلمان الغلابة الذين يشكون ضنك الحياة وضيق الرزق أري أنهم محقون في شكواهم فالضنك يلاحقهم وضيق الرزق يسابق خطواتهم بفعل دعوات المفتريين من أبناء الشعب العاملين والعاطلين والمقاطيع في الطرقات وفوق أكوام القمامة. هؤلاء المناكيد المتعوسون لا يتركون أحدا ممن أنعم الله عليه ولو ببضعة ملايين أو حتي مليارات إلا وقد رشقوا سهامهم المسمومة في ملايينه أو ملياراته المسكينة التي لا تعيرهم التفاتا ولا يهمها عيونهم أو سمومهم أو أحقادهم وتمضي في طريقها وفي مهمتها المقدسة تتوالد وتتكاثر وتباهي أمم المقروحين بأنها لا تتأثر بالنقّ ولا بالحسد لأن صاحبها اكتسبها بعرق جبينهم المبارك، واستمد دماءها الجارية من دماء هؤلاء المحرومين المبروكين وضمن لها البركة من ضميرهم الحي وهم يستّفون للمليونيرات والمليارديرات الغلابة ثرواتهم هنا وهناك وكلهم رضا نفس بنصيبهم هم من الدنيا الفانية.
ماذا يريد مثل هؤلاء الحاسدين »النقاقين» من مرتب الوزير أو مكافأة »النايب» أو »النايبة» أو معاشهم الذي لن يتعدي الثلاثين ألف جنيه بالكاد تعينه علي أعباء الحياة وزوجته وأولاده في هذا الغلاء الفاحش. صحيح أن هناك من يعيش بمعاش تكافل وكرامة بعدة مئات من الجنيهات في نفس الحياة ونفس الظروف، لكن لا وجه للمقارنة فكم من جنيهات قليلة تؤدي وظيفة جنيهات كثيرة كثيرة بإذن الله والفارق فقط في البركة، وهل ذنب الغلابة من الوزراء والنواب أن آلافهم غير مبروكة وأن مئات غيرهم القليلة تمنحهم بعض الرضا والسعادة لأن عندهم بعض القناعة.
وأقول لكل حاسد أو حاقد أو منتقد لمضاعفة رواتب الوزراء وأعضاء البرلمان الغلابة : يا رب جوعنا وشبعهم.. يا رب عرينا واكسيهم.. يا رب خدنا وريحهم.