الأهرام
اشرف ابو الهول
كيم يصطاد ترامب
جاء القرار المفاجئ لكيم جونج أون رئيس كوريا الشمالية بوقف جميع التجارب النووية والصاروخية لبلاده والاكتفاء بما لديها من مخزونات من الأسلحة النووية والصاروخية ليؤكد كذب كل ماكانت تردده وسائل الإعلام الغربية عن حماقة الرجل وتهوره وتصويره على أنه ديكتاتور دموى لايعرف لغة المنطق والعقل بأى صورة كانت وفى المجمل فقد جاء إعلان الرئيس الكورى الشمالى ليضع الرئيس الأمريكى ترامب فى مأزق كبير خاصة مع اقتراب موعد لقائهما فى بداية مايو المقبل. وطبقا لتقديرات الخبراء فإن كيم جونج أون سيذهب إلى القمة مع ترامب وعينه على الحصول على مقابل حيث جنب نفسه مشقة أن تتحول القمة إلى المسار الذى لايريده وهو التحول إلى الطرف المدافع عن مواقفه فى مواجهة الضغوط المرتقبة من ترامب ومساعديه وعليه أن يقدم بادرة على حسن النية ولكنه بقراره وقف التجارب النووية والصاروخية ستكون له اليد العليا فى المحادثات حيث سيضغط على الأمريكيين للحصول على المقابل ملوحا بالتراجع عن وقف التجارب إذا لم تتم الاستجابة لمطالبه وتحميل ترامب المسئولية عن فشل المحادثات. والحقيقة أن مستشارى الرئيس الأمريكى ترامب، لم يخطئوا عندما شككوا بتخلى كوريا الشمالية عن برنامجها النووى والصاروخي, ويعتقدون أن وعود بيونج يانج بمنزلة فخ للرئيس الأمريكى لأن كيم جونج أون يعتقد وببساطة أن امتلاك الرادع النووى والصاروخى هو الضامن الوحيد لبقاء بلاده على خريطة العالم. ووفقا لصحيفة زواشنطن بوستس يشعر مستشارو ترامب بالقلق من أن كيم قدم وعودا متواضعة نسبيا يمكن أن يتراجع عنها لأنه يريد أن يخلق وهما بأنه عقلانى ومستعد للتسوية وبفضل تلك الوعود سيكون من الصعب على ترامب رفض مطالب كوريا الشمالية.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف