الأخبار
كرم جبر
صلاح وأبو تريكة.. نأسف للمقارنة !
بالفعل »ربك لما يريد»‬ أن ينصف إنساناً، لا يقف أمام مشيئته شيء، وكنت أضع يدي علي قلبي، خوفاً من أن تتغلب »‬النعرة» في اختيار أحسن لاعب في الدوري الإنجليزي، ولكن فعلها محمد صلاح »‬صانع السعادة» وأدخل علي قلوبنا البهجة والفرحة، وجعل ليلتنا سعيدة.
اسمه »‬محمد» مثل رسولنا الكريم، ولقبه »‬صلاح» من التقوي، وشخصه يحمل المعنيين، السماحة والطيبة والهدوء والتواضع، وسمو الأخلاق، والحرص علي أن يكون نموذجاً للعربي المسلم، الذي يحترم دينه وبلدته وأسرته، ورغم صغر سنه إلا أنه حفظ نفسه بالزواج من بنت بلده، تصون اسمه وسمعته، وقارنوا ذلك بالصايع كريستيانو رونالدو، الذي يتباهي بصوره العارية مع بنات الليل.
صلاح هو الصورة المشرقة التي نصدرها للعالم، بدلاً من أشكال الإرهابيين القبيحة، حملة السيوف والخناجر والسكاكين، هم ليسوا منا ونحن لسنا منهم، فلا تحسبونا عليهم ولا تحسبوهم علينا، وما أجمل النداء علي صلاح بكلمة »‬المصري»، وما أقبح أن تطلق نفس الكلمة علي من باعوا أوطانهم وضمائرهم، وسخروا أنفسهم للهجوم علي بلدهم وتشويه صورته.
أحب الأنجليز محمد صلاح لتواضعه، فلا يبالغ في الفرح عند إحرازه الأهداف حتي لا يستفز خصومه، ويتعامل بأدب جم مع زملائه، ففرض حبه واحترامه، والإنجليز لا يحبون بسهولة ولكنهم ينحازون لجنسهم، واستطاع صلاح أن ينتزع منهم التأييد، رغم وجود منافسين آخرين من نادي مانشستر سيتي، حامل لقب البطولة، ولكن تفوق صلاح منح نفسه وناديه بطولة أخري، فاجتمع المصريون جميعاً والإنجليز علي حب صلاح والفرحة لفوزه باللقب.
صلاح وأبو تريكة.. كلام لابد منه
الأول موهبته من السماء، أحب بلده وأخلص له، فوفقه الله، وجني ثمار حبه، عشقاً من الجماهير بكل ألوانها، وحاز الاحترام، لأنه أجاد لعب الكرة، ولم يحشر نفسه في لعبة السياسة.
الثاني.. أخذ أكثر مما أعطي بكثير، ولكنه ارتمي في أحضان الجماعة الإرهابية، وحين كانت البلاد تئن من الفوضي، كان أبو تريكة لاعباً دوراً مشبوهاً في صفوف الإخوان، وعندما أحس أن الخناق يضيق عليه، ترك البلاد إلي قطر، ولم يختر إلا الدولة التي تكن أشد العداء لبلده، وتتآمر علي أمنه واستقراره، وقطر بالذات لا تفتح ذراعيها إلا لعملائها المتآمرين علي بلدهم.
أبو تريكة لم يقل يوماً أنه ضد الإرهاب، ولو علي سبيل درء الشبهات، ولم يصدر عنه حرف واحد لرثاء الشهداء لذر الرماد في العيون، واستثمر نجوميته في الطريق الخطأ، ولا يجد من يدافع عنه سوي بعض خريجي مدرسة »‬خالف تُعرف».
محمد صلاح وأبو تريكة يجب ألا يوضعا في جملة واحدة، فشتان بين من يضبط إيقاعه علي حب الجماهير، ومن تتسم تصرفاته باستفزاز الجماهير، ولا ينسي أحد حتي الآن، منصة رابعة العدوية وهي تهتف »‬أبو تريكة سيصل الآن»، ولم يصدر عنه تكذيب واحد، في وقت كانت فيه البلاد في أمس الحاجة لمن يجمع شملها ويحقن الدماء، ولكنه امتطي الانتهازية، أملاً في أن يكون له نصيب في خلافة الإخوان الوهمية.
محمد صلاح قدوة ونموذج للشباب، يحملون صورته ويتباهون به، ورأيت بعيني في بعض الدول العربية، كيف تكتظ المقاهي بالشباب في مباريات صلاح، وكيف تكون الفرحة غامرة حين يحرز هدفاً، والكل يتباهي بأنه اللاعب العربي.. حاجة تفرح وتشرف.
صلاح فتح سقف الطموح، فإذا كان عندنا أحسن لاعب في الدوري الإنجليزي، وإذا كان الدوري الإنجليزي أقوي الدوريات في العالم.. لماذا لا ننافس ولا نكتفي بالتمثيل المشرف؟ خصوصاً أن أول مباراة لمصر في كأس العالم، ستكون أول أيام العيد، ومصر كلها تحلم بأن يكون العيد عيدين، وأن يدخل صلاح وزملاؤه الفرحة والسعادة.
صلاح.. شكراً »‬شرفتنا» ونتمني أن يكون لمصر »‬عشرة» صلاح في الفرق الكبري، فالواحد منهم أحسن مليون مرة، من الدعاية المدفوعة في برامج الترويج.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف