الجمهورية
زياد السحار
صباح الخير .. سيناء 2018
36 عاماً مرت علي تحرير سيناء رسمياً وعودتها كاملة في 25 أبريل عام 1982.. عندما رفع الرئيس الأسبق مبارك العلم علي سيناء في هذا التاريخ.. وليتحقق هدف غالي يتوج انتصار أكتوبر المجيد في عام 1973.. وليهدأ في قبره بطل الحرب والسلام. الرئيس الراحل أنور السادات الذي استبد به القلق قبيل هذا الموعد المحدد. وفقاً لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل.. وقد كان يخشي المراوغة الإسرائيلية التي كان يمكن أن تتذرع برفض كثير من العرب والمصريين اتفاقية كامب ديفيد والصلح مع إسرائيل.. ولعل هذا كان سبباً. فيما قرره السادات في التحفظ علي كثيرين من القوي المعارضة في 5 سبتمبر 1981.. إلا أنه وكما أوضحت السيدة جيهان السادات بعد ذلك أنه كان ينوي الإفراج عنهم مع احتفالات تحرير سيناء واستلامها من الإسرائيليين بدون مشاكل تعوق هذا النصر العظيم.
ويستكمل المصريون بعد ذلك تحرير سيناء كاملة بعودة السيادة المصرية علي آخر بقعة منها في طابا في مارس 1989 وليردد المصريون مع الفنانة الراحلة "شادية" رحمها الله. و"سينا رجعت كاملة لينا.. ومصر اليوم في عيد".
هذا هو التاريخ الرسمي لعودة سيناء الذي نحتفل هذا العام بمرور 36 عاماً عليه.. ولكن ــ في الحقيقة ــ فإن المصريين يعتبرون أن سيناء الحبيبة عادت إلي الوطن الأم. في السادس من أكتوبر عام 1973 مع الانتصار المجيد الذي أعاد الكرامة والفخر لهم وللأمة العربية بأسرها بالعبور العظيم الذي جاء بعد سنوات ست تحمَّل فيها المصريون علي مضض حتي جاء النصر والبعث الجديد لمصر وللأمة العربية. التي لم تستثمر هذا الانتصار ــ كما فعلت مصر ــ بالنسبة للقضية الفلسطينية.. قضية الفرص الضائعة.
* * *
وعلي ذكر الفنانة القديرة الراحلة شادية. فإنه إذا كان يحسب للغناء الوطني تأريخاً دقيقاً لأيامنا الوطنية الخالدة فيما يدلل علي عودة سيناء في أكتوبر 73. فإننا بالمثل نذكر أنشودة العندليب الأسمر "عبدالحليم حافظ" الذي سجل بأغنياته الوطنية منذ ثورة 52 وحتي رحيله في مارس 1977 تاريخ مصر وانتصاراتها المجيدة. وحتي تلك الانكسارة الاستثنائية بعد نكسة 67 وتحولت مع حرب الاستنزاف إلي انتفاضة وهبَّة ونصر عظيم في أكتوبر 73.
ومن بين أشهر أناشيد وأغنيات النصر مع هذا التأريخ الحقيقي الذي يرتبط في الوجدان المصري بعودة سيناء.. أنشودة "صباح الخير يا سينا".. في أواخر عام 1973. وهي ــ كما أذكرــ الأغنية السادسة له المرتبطة بأكتوبر. وهي من كلمات الشاعر "عبدالرحمن الأبنودي". وتلحين الموسيقار الكبير "كمال الطويل" الذي أخرجه نصر أكتوبر من أحزان النكسة. التي نالت من رفيق رحلة الغناء. وتلحينه الوطني "صلاح جاهين".
وكلمات هذه الأغنية الرائعة التي تهز مشاعر المصريين:
في الأولة...
قلنا جيينلك. وجنالك.. ولا تُهنا ولا نسينا
والتانية...
قلنا ولا رملاية في رمالك.. عن القول واللَّه ما سهينا
والتالتة...
انتي حِمْلِي وأنا حَمَّالك.. صباح الخير يا سينا
وصباح الخير يا سينا.. رسيتي في مراسينا
تعالي في حُضنِنَا الدافي ضُـمِّينا وبوسينا يا سينا
* * *
ومن كلمات هذه الأغنية أيضاً:
مين اللي قال كُنتِي بعيد عني
وانتي اللي ساكنة في سواد النِنِّي
مشْ سَهْل ع الشُّـبَّان
يِسْهُوا عن الأوطان
ورِسْيِّت مراسينا علي رملة شط سينا
وقلنا يهون علينا.. دا أول الشطئان
حقاً لقد عاشت معنا هذه الكلمات الصادقة علي مر السنوات الطوال الماضية.. ولكنني أتصور أنها تتجسد بشدة هذه الأيام مع تصاعد الأحداث وتطورات الإرهاب الأسود. ومؤامرات القوي الإقليمية والدولية والتحديات التي تواجه مصر. وفي الصدارة منها سيناء.. وقد تنبهنا بفضل الله ورؤية القيادة السياسية التي قررت تخليص البلاد من الإرهاب جذرياً بالعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018. وليذود أبطال جيشنا وشرطتنا الباسلة بأرواحهم عن أرض سيناء الغالية. ليخلصوها ومصر كلها من خطر الإرهاب الأسود. الذي يستخدمه المتآمرون والقوي الإقليمية المتحالفة ضد مصر. ومسيرة نهضتها الشاملة. التي امتدت في كل أرجاء مصر وفي مقدمتها سيناء. وقد خصصت لها 260 مليار جنيه لاستكمال عملية التنمية التي بدأت مع عودة سيناء ومطاراتها ومنظومة السياحة في جنوب سيناء. وتمتد لشمال ووسط سيناء لإقامة المشروعات التي تأخرت كثيراً. وجاء وقت قيامها وزرع أرض سيناء بالبشر من كل أبناء مصر. وليس أبناء سيناء وحدها.
بالتأكيد.. إن احتفالنا هذا العام مع سيناء 2018 يختلف كثيراً عن كل السنوات الماضية بالعملية العسكرية الشاملة. ومع إدارة الإعمار والتنمية في كل ربوعها.. لنقول حقاً لأرض الفيروز.. صباح الخير يا سينا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف