شبابنا يحتاجون للمعلومة الدقيقة والصحيحة حتي يتمكنوا من اتخاذ قراراتهم تجاه مختلف القضايا بوعي مستنير بعيداً عن جماعات الضلالة والتغييب لعقولهم وتسطيح أفكارهم.. ولن يتأتي ذلك إلا من خلال إتاحة الفرص أمامهم للإلتقاء بصناع القرار من الوزراء وهو ما كان يحدث أمامي في سنوات سابقة من عمري الصحفي وداخل معهد إعداد القادة بحلوان والتابع لوزارة التعليم العالي حيث الفرص متاحة أمام طلاب معاهدنا وجامعاتنا سواء الرسمية أو الخاصة للإلتقاء بالوزراء علي مدار شهور الدراسة.
* بالفعل لعب معهد إعداد القادة بحلوان في فترة من الفترات دوراً محورياً في صقل فكر ووعي مختلف الطلاب.. وآن الأوان لكي يستعيد دوره من خلال إعداد برنامج زمني للدورات سواء في شهور الدراسة وبحيث تخصص للطلاب العاديين وفي الإجازة لقيادات الاتحادات الطلابية أو بمزج الاثنين مع بعضهما في دورات مستمرة طوال العام تشمل الجوانب المعرفية والثقافية التي تؤهلهم لتحصين عقولهم من الاتجاهات الفكرية والنفسية التي تدفعهم لطريق الموت عبر وسائل الإرهاب الأسود الغاشم.
* ومن الأهمية عدم اقتصار المشاركة علي طلاب الاتحادات الجامعية.. بل ينبغي مراعاة اختيار عينات مختلفة تمثل نماذج متباينة لبيئات شبابية متنوعة حتي تعم الفائدة بتوسيع قاعدة المشاركة الشبايية.. وبما يسهم ويؤثر في النهاية لخلق مناخ واع للرأي العام المستنير والمساند لمصر في حربها ضد الإرهاب وفكره المتطرف دفاعاً عن وطن يتسم بالتسامح والتعددية.
* نحن بحاجة لإعداد أجيال من الطلاب سواء في مرحلة التعليم قبل الجامعي وبعده متسلحين بروح التنوير ورجاحة الفكر وإنسانية الرؤية وبالتالي لابد من تعاون وتضافر كافة جهود مؤسساتنا الثقافية والتعليمية والإعلامية والدينية.
* وبالفعل.. لمست خطوات إيجابية ومبادرات تنويرية في التعاون الصادق بين مكتبة الإسكندرية والجامعات لتحقيق هذا المفهوم من خلال انتقالها ونقل خبراتها لطلابنا بسفارات المعرفة المنتشرة داخل العديد من كلياتنا وبما يستهدف نشر الثقافة وإتاحتها لعقولهم بما يسهم في الحفاظ علي التراث وتوثيقه باعتباره مكوناً أساسياً للمحافظة علي الهوية والذاكرة الوطنية.
* بالتأكيد تثقيف طلاب بالعلم والمعرفة بعيداً عن المناهج الدراسية المقررة أساس حربنا ومواجهتنا الشاملة لأفكار الجماعات الضالة والمتطرفة نظراً لأن جماعات الإرهاب وأعوانهم يعتمدون علي التغرير بعقول أنصاف المتعلمين باعتبارهم الصيد السهل لهم.
* ومن الأهمية الإسراع بتبني فكرة إنشاء متحف للأديان يتناول تاريخ علاقة الإنسان بالديانات لأنه من الملاحظ أن الأديان التي تجاوزت وتعايشت بأرضنا تجسد روح مصر الحقيقية.