أثار مقال الأسبوع الماضي الكثير من الجدل والحديث حول المسارح المغتصبة وهذه القضية أزلية وليست جديدة بالاضافة إلي دور العرض المتهدمة والقضية الأكثر خطورة ان كافة دور العرض الحالية بما فيها التي دخلت الإحلال والتجديد لا تصلح للاستخدام الآدمي وما بين المغتصب والمتهدم والموجود بالخدمة هناك منظومة لإهدار المال العام. مال دافعي الضرائب والمسارح المغتصبة تحدثنا عنها الأسبوع الماضي وفي مقالات كثيرة وعبر سنوات. معروفة وجلية للمبصرين والعميان في آن واحد ولكن لا آذان صاغية ولا ضمائر يقظة وكأننا نمارس عادة الصراخ في الفضاء بعد ان تحولت مالطة إلي حدائق غناء والاغتصاب لدور العرض ليس علي مستوي العاصمة القاهرة فقط وانما علي مستوي كل محافظات وأقاليم مصر وقبل هذا وذاك تحدثنا عن النموذجين الصارخين لاهدار المال العام لمسرحي "السامر والنيل" التابعين لهيئة قصور الثقافة ووسط هذا الزخم من الفوضي واللامبالاة نجد هناك دور عرض معطلة ولا تعمل طوال العام قاعة الشباب القديمة ومسرح معهد الموسيقي العربية بشارع رمسيس ومسرح الجمهورية والسيد درويش بالإسكندرية ومع مواصلة الفوضي تظل قضية أزمة دور العرض المسرحي في مصر هي الأبرز. فلا مسرح ولا دور عرض وبالنظر فيما هو موجود من دور عرض بالقياس مع عدد سكان القاهرة الكبري فقط يصاب بالهلع والذعر وبالنسبة لعدد سكان جمهورية مصر العربية صاحبة حضارة السبعة آلاف سنة وقد تجاوز الـ 120 مليون نسمة وقياساً مع عدد دور العرض في كل ربوع مصر سيصاب بالرعب الكامن داخل شياطين الإدارة في مصر ناهيكم عن دور العرض في بر مصر المحروسة من أقصاها إلي أقصاها لا يعمل طوال العام واستطيع ان أؤكد ان قصور الثقافة تمتلك الكثير من دور العرض التي لا تعمل طوال العام سوي بضع ليالي للتنفيذ بل والمفزع ان هناك عروضا تقدم في مدارس أو سرادقات ولا تقدم في دور العرض التي يفضل غلقها للكثير من الحجج. إما المسئول يتهرب من المسئولية أو بحجة الدفاع المدني أو لتأجيرها لإقامة الأفراح والليالي الملاح. أيها السادة والكلام هنا للدكتورة الفنانة إيناس عبدالدايم وبحسبة بسيطة هل تستطيعين التعرف علي هذه الدور المسرحية وكم عدد الليالي المسرحية التي قدمت عليها ولماذا لا يتم تدويرها بحيث يتسني لجميع القطاعات الإنتاجية لتقديمها عروضها عليها وبخاصة الإنتاج المسرحي للبيتين الفني للمسرح والفنون الشعبية خاصة والثقافة الجماهيرية بها دور عرض كبيرة وأفضل من دور عرض العاصمة. بل وتقترب في خشباتها للمسرح الكبير بدار الأوبرا هذا بالاضافة لدور عرض كثيرة لا تعمل بما يليق بها مثل أوبرا دمنهور وغيرها بالاسماعيلية والمنصورة ودمياط وفي الحقيقة في كل المحافظات وليس من اللائق ان تغلق معظم العام ولا تعمل سوي ليالي لا تزيد عن الـ 15 ليلة. أزمة دور العرض تعادل في حجمها أزمة الثقافة المصرية بالكامل وهنا يا معالي الوزيرة من الحتمي إعادة النظر في هذه الاشكالية بالكامل.. "أزمة دور العرض" وهنا أهمس في أذن الوزيرة وأدعوها لزيارات ميدانية لهذه الدور وفي صحبتها خبراء وليس "حرامية" وأدعوها لزيارة المسارح العائمة الكبير والصغير بالبيت الفني للمسرح. ثم عائم الجيزة.. آمل من الوزيرة الفنانة الاهتمام فهل....؟!!