كان من نتائج الضربة الصاروخية الثلاثية "الفشنك" لسوريا أن كشف المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف. بي. آي" جيمس كومي عن احتمالية أن يكون بحوزة الروس شيء ما يضر الرئيس الأمريكي ترامب ويدفعهم لابتزازه. خصوصاً فيما يتعلق بملف زيارته لموسكو عام 2013. وما يشاع عن وجود تفاصيل خطيرة في هذا الملف عن لقاءات تمت بين ترامب وعاهرتين في أحد فنادق موسكو.
وقال كومي في المذكرات التي تضمنها كتابه الجديد "ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والقيادة" ان ترامب تحدث معه بمفرده كثيراً فيما يخص هذا الملف المشين. معرباً عن قلقه من تأثير المزاعم التي تتردد فيه علي مكانته. والحاجة لضمان الولاء واستبعاد من يقومون بتسريب أية معلومات. لكن الذي حدث ان ترامب قام بإقالة كومي نفسه في مايو 2017. أي بعد أقل من أربعة شهور فقط من توليه السلطة رسمياً في الولايات المتحدة "يناير 2017".
وكشف كومي في كتابه ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تفاخر علي ما يبدو أمام ترامب ذات مرة بأن بلاده بها أجمل صائدات للرجال في العالم. وهو الأمر الذي يؤكد فرضيته بأن الروس ربما يكون لديهم شيء ما يهددون به ترامب. لذلك يعتقد كومي ان ترامب صار يمثل تهديداً للأمن القومي الأمريكي ولدولة القانون. ملمحاً إلي ان رجال الحزب الجمهوري في الكونجرس متواطئون مع سلوكه.
لقد صار الموضوع أكبر من مجرد التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية. ويتعلق الآن بكون ترامب أضحي لعبة في يد الروس ويعمل تحت السيطرة الكاملة من جانبهم. وأكدت ذلك الضربة الصاروخية لسوريا التي لم تمس المصالح الروسية أو الإيرانية وكانت الخسائر السورية فيها محدودة للغاية لا تتناسب مع حجم وعدد ونوعية الصواريخ الذكية المستخدمة. وهو ما يعني أنها تمت باتفاق ما.
ولأن ترامب هكذا فإنه في نظر كومي غير مؤهل أخلاقياً ليكون رئيساً للولايات المتحدة.. يقول كومي ان شخصاً يتحدث عن النساء ويعاملهن كقطعة لحم ويكذب باستمرار في كل كبيرة وصغيرة ويصر علي أن الشعب الأمريكي يصدقه.
ويضيف كومي ان ترامب يفتقد في حياته إلي مرجعيات مهمة مثل الدين ودراسة التاريخ ليكون رئيساً أخلاقياً. ولذلك فإنه يقود أمريكا كزعيم عصابة. ورجاله المحيطون به لديهم سمة أعضاء المافيا الأمريكية المعروفة باسم "كوسا نوسترا".
من ثم فقد كان طبيعياً ان يتجرأ زعيم العصابة ويسلم القدس للصهاينة. ويطلب من السعودية دفع تكاليف الضربة الصاروخية علي سوريا. ويظهر جيشه كميليشيات مرتزقة. لقد صار خطراً كبيراً علي العرب والعالم مثلما هو خطر علي الأمن القومي الأمريكي بضعفه وخضوعه للوبي الصهيوني والابتزاز الروسي.