جمال سلطان
فتاوى الإخوان.. "نداء الكنانة" أصدق أنباء من الكذب !!
الإخوان" تراهن عادة على النسيان، وكثيرًا ما تستقبلك بهذا السؤال التقليدي: أنت جبت الكلام ده منين؟!.. وذلك حال استحضرت عكس كل ما تدعيه من "وسطية" أو "اعتدال" أو"سلمية".. ولذا فإنه من الأمانة ومن الأهمية، توثيق كل ما يصدر منها من بيانات أو فتاوى، خاصة تلك التي تصدر وقت الأزمات.
وفيما يتعلق بالفتاوى السياسية الخاصة بالجماعة، بعد الإطاحة بالرئيس التابع للتنظيم الدولي، فإنك لا تشق على نفسك، وعليك ـ فقط ـ مراجعة "نداء الكنانة" الأول والذي صدر في 27 مايو 2015، و"نداء الكنانة" الثاني الذي صدر في 8/12/2015 (بعد صدور حكم بإعدام مرسي).
البيانان وقع عليهما، من وصفتهم الجماعة بـ"علماء الأمة"، وغالبيتهم من أعضاء الجماعة أو من المتعاطفين معها.. الأول صدر قبل نحو خمسة أسابيع على حلول الذكرى الثانية لـ"عزل" الرئيس الأسبق محمد مرسي، وبعد أقل من أسبوعين على إحالة مرسي و121 متهمًا آخرين، من بينهم الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" للمفتي، بقضيتي "التخابر"، و"الهروب من سجن وادي النطرون".
النداء أحدث دويًا إعلاميًا كبيرًا، وذلك لخطورته ولفحواه "التكفيري" وما يترتب عليه من إجراءات "قصاص ـ قتل" باعتبار ذلك هو الرأي "الشرعي" في السيسي وحاضنته الشعبية والأمنية والعسكرية.. ما حمل موقعا عالميا كبيرا مثل "سي إن إن" أن يصف النداء بأنه: "دعوة صريحة للمزيد من ممارسات العنف، ضد السلطة الحاكمة، التي وصفها النداء بـ"المجرمة والقاتلة"، إضافة إلى تهديدات بـ"القصاص"، طالت سياسيين وعسكريين وقضاة وإعلاميين".
النداء الإخواني الأول وصف "المنظومة الحاكمة" في مصر بأنها "منظومة مجرمة قاتلة، ارتكبت المنكرات كلها، وانتهكت الحرمات جميعها"، معتبرًا أنها "انقلبت على إرادة الأمة واختيارها، وخطفت رئيسها الشرعي المنتخب"، داعيًا إلى "مقاومة هذه المنظومة، والعمل على كسرها، والإجهاز عليها بالوسائل المشروعة كافة، حفاظًا على ثوابت الأمة، وحرصًا على المقاصد العليا للإسلام".
وأضاف "علماء الأمة" الإخوان.. أن "الحكام والقضاة والضباط والجنود والمفتين والإعلاميين والسياسيين، وكل من يثبت يقينًا اشتراكهم ولو بالتحريض، في انتهاك الأعراض وسفك الدماء البريئة وإزهاق الأرواح بغير حق، حكمهم في الشرع أنهم قتلة، تسري عليهم أحكام القاتل، ويجب القصاص منهم بضوابطه الشرعية"، وذكر أن "الدفاع بأية وسيلة مشروعة عن النفس والعرض والمال حق مشروع، بل واجب شرعي".
واختتم "علماء أمة" الإخوان بيانهم، الذي حمل توقيع 159 من شخصية دينية إخوانية أو متعاطفة معها، بمطالبة "القوى التي تعارض الانقلاب، والأحرار في مصر وخارجهاـ أن يتوحدوا صفًا واحدًا في مقاومة هذه المنظومة المجرمة، مستخدمين الوسائل المناسبة كالعصيان المدني وغيره، لتطهير البلاد من طغيان الانقلابيين وجرائمهم، والانتصار لدماء الشهداء".. انتهى
إنها حملة دينية تحرض على حرق البلد وعلى الإرهاب وقتل كبار مسئولي الدولة من أول رئيس الجمهورية إلى كل من شارك في الإطاحة بنظام حكم الإخوان.. ناهيك عن أنه دعوة صريحة للتدخل الأجنبي في مصر لإعادتهم إلى السلطة.
النداء الثاني هو الأخطر والأكثر وحشية.. ودليل إدانة لكل من شارك فيه، بالتحريض على القتل واستباحة دماء المصريين انتقامًا ممن شاركوا في عزل رئيسهم محمد مرسي.
وسنتحدث عنه تفصيلاً لاحقًا إن شاء الله تعالى