د . نادر رياض
كوكب الأرض أفضل حالاً بدوننا نحن البشر
مصر الغد
في ذكري الاحتفال بيوم الأرض وهو الاحتفال الذي يهدف للدعوة نحو بيئة صحية وآمنة نود تسليط الأضواء علي أن الاحتفال بيوم الأرض يحمل في طياته الاحتفال بقرب فنائها دون أن ندري، وذلك باعتبار أن غياب أي كائن مهما صغر حجمه أو كبر يخل بسلسلة من التوازنات تحتاجها البيئة لكي تبقي سليمة وقوية.
فإذا كان الأمر كذلك فإن العد التنازلي لبقاء الإنسان علي الأرض قد وصل اليوم مداه بل تعداه وقد يفاجئنا أحد الباحثين يوماً بأن أحد أسباب انقراض الهنود الحمر يرجع لإسرافهم المطلق في قتل البقر الوحشي حيث كانوا يقودون قطعانه لتسقط من أعالي الجبال كوسيلة سهلة للصيد الأمر الذي أخل بتوازن الطبيعة... منذ ذلك الحين فإن الأمر لم يقتصر عند هذا الحد بل تعداه إلي أن أصبحت أفيال اليوم علي وشك الفناء بسبب أنيابها بينما قضي علي الماموث أبو الأفيال لأسباب لا تتعلق بالأنياب وإن كان بالقطع بفعل الإنسان، وبهذا تعددت الأسباب والموت واحد.
ولو عدنا لمرحلة بدء الخليقة،يوم أسلمتنا أمنا حواء لأمنا الطبيعة لترعانا من بعدها، فقد كانت لنا نعم الأم بدليل أن طبيعة الإنسان الهشة التي لا تسمح لابن الإنسان الوليد أن يحيا بذاته إذ عليه أن يعتمد علي غيره لسنوات في توفير أسباب الحياة وإلا هلك، علي عكس كافة الكائنات الأخري من الحيوانات والأسماك والحشرات التي تستطيع الاعتماد علي نفسها بعد ساعات من وجودها.
ويبقي شاهداً علي عقوق الإنسان تجاه أمه الطبيعة ما يسببه الإنسان من كوارث كإبادة غيره من الكائنات، واقتلاع الغابات وإفنائها وتلويث مصادر المياه، وظهور مرض جنون البقر وأنفلونزا الطيور وأنفلونزا الخنازير والطاعون نتيجة لعبث الإنسان بالطبيعة،وحرق المحروقات مما جعل الحمل الحراري علي الكوكب يهدد بفناء ملايين من الكائنات البرية والبحرية،والقضاء علي الحياة داخل الأنهار بل امتد ذلك لتلوث الطعام والهواء حتي طبقات الجو العليا جأرت ليس من هول ما تراه فقط، بل من هول ما أصابها أيضاً.
وسرعان ما ظهرت حملات كبيرة ركزت علي الاحتباس الحراري والطاقة النظيفة. واعتراف قادة العالم في كيوتو باليابان عام 1997 بأن أهم أسباب انتشار ظاهرة الاحتباس الحراري هو استمرار انبعاثات الكربون من استهلاك الوقود الأحفوري، مؤكدين علي ضرورة التصدي لتلك الانبعاثات المضرة لكوكب الأرض.
وأفاد تقرير نشر مؤخراً في دورية» لانسيت» الطبية بأن التلوث كان له صلة بوفاة تسعة ملايين شخص حول العالم في عام 2015،
الوكان لتلوث الهواء التأثير الأكبر، إذ إنه كان السبب في ثلثي حالات الوفاة جراء التلوث. كما أورد أن نحو 92% من حالات الوفاة هذه وقعت في الدول الأكثر فقراً.
وإن كان مستقبل دول العالم الثالث هو أن تتحول إلي دول ذات إسهامات فعالة في الحركة الاقتصادية والصناعية العالمية فإن هذا يعني ببساطة أن تصبح دولاً منتجة للطاقة والتكنولوجيا ووسائل الإنتاج بعد أن كانت مستهلكة لها، أي أن التحول للإنتاج بعد مرحلة الاستهلاك من جانب دول العالم الثالث يعد عملية تتم لصالح الحل العالمي قبل أن تكون لصالح الحل المحلي لتلك الدول ومن ثم فإن عملية التحول هذه والتي يجب أن تتم في إطار الحفاظ علي البيئة هي حل له تكلفته الباهظة، إذ أن التحول العشوائي من شأنه أن يؤدي إلي كوارث بيئية يصعب احتواؤها بعد ذلك، لذا يجب أن تحظي عمليات التحول هذه بإسهامات الدول الصناعية المتقدمة خاصة. »وللحديث بقية»
• رئيس مجلس الأعمال المصري الألماني