لم تعد أي مسكنات.. تجدي مع "المخالفات المزمنة" التي يعاني منها الشارع.. وكل يوم تزداد المشاهد سوءاً. والسلوكيات انحداراً.. وتفاقم الأمر حتي عجز "ضبط النفس" عن إيقاف شراسة الأعراض. ونفد الصبر. قبل أن يخفف من قسوة الآلام.
أول المشاهد السيئة.. الباعة الجائلون.. فلا يكاد يخلو ميدان أو شارع من تواجدهم بالصخب والضوضاء والمخلفات.. ورغم المواجهة الأمنية.. إلا أنهم سرعان ما يعاودون فور انصراف "الحملة".. يفترشون الشوارع إلي حد منع حركة المرور.. يتعاملون بغلظة ويضايقون المارة.. ويمارسون هوايتهم في المناوشة والتحرش.. ضاربين بالقواعد والأصول عرض الحائط.
"بلطجية المواقف".. أشد الفئات انتهاكاً للقانون. وخرقاً للأعراف.. يقيمون ساحات عشوائية.. يفرضون الإتاوات علي السائقين.. يهددون "المعترض" بتحطيم السيارة. وتشويه الوجه.. رافعين شعار: "مواقف قانونها القوة.. ودستورها البلطجة".
أصحاب المحلات.. شاركوا في تسويد الصورة.. واحتلوا الأرصفة.. وشغلوا الطريق ببضاعتهم.. ولجأوا إلي حيل الغش التجاري.. رافضين الاعتراف بحق المواطن في السير بأمان واطمئنان.. بعيداً عن مسار العربات المسرعة.
حتي المواطن انضم إلي المخالفين.. بسلبيته وبعزوفه عن مواجهة أخطاء الغير.. وعدم الإبلاغ عن المنحرفين.. وبإلقائه القمامة في عرض الشارع.. وبتعامله مع باعة الأطعمة الفاسدة.. وبمشاركته بالوقوف في الممنوع.. أو السير عكس الاتجاه.
لقد حان وقت المواجهة والتصدي.. بإعمال القانون الصارم والتنفيذ الحاسم.. ثم الإسراع بإنشاء سويقات حضارية تلم شمل الباعة الجائلين.. وإقامة "ساحات" انتظار يشرف عليها الأسوياء.. وتحرير الأرصفة من نفوذ وإشغالات أصحاب المحلات.. وتشديد الرقابة علي باعة البضائع الفاسدة والمهربة.
الضرب بيد من حديد فوق رءوس البلطجية والمخالفين والمنحرفين.. وعقاب كل من يشغل حرم الطريق ويحتل الأرصفة.. يعيد للشارع المصري انضباطه وانسيابه.. ويقضي علي مظاهر الفوضي والإزعاج والانفلات.. التي ظلت فترة طويلة تشوه الصورة الحضارية.. وتنال من قيم وأصالة المجتمع.. فما أكثر الذين أمنوا العقوبة.. وأساءوا الأدب.. وبالتالي لن يصلح معهم سوي "العقوبة المغلظة" لكي تعيد إليهم الالتزام والاحترام.. وتجبرهم علي الخضوع للقانون.