الأخبار
عبد القادر شهيب
صفقة ترامب السورية !
شيء من الامل

ليس صحيحاً أن الرئيس الأمريكي ترامب جاد فعلا في سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية سريعا !.. كيف يكون جادا وفي ذات الوقت يبادر بتوجيه ضربة صاروخية لعدد من المواقع السورية بالاشتراك مع بريطانيا وفرنسا ؟.. ولعل هذا ما عناه وزير الخارجية الروسي عندما قال إن ترامب لا يريد الانسحاب العسكري من سوريا، بل علي العكس إنه يسعي لزيادة التواجد الأمريكي العسكري والاقتصادي أيضا في سوريا التي تحتفظ باحتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي تسيل لعاب العديد من القوي الدولية والإقليمية أيضا.
إذن لماذا أعلن ترامب من قبل أنه يرغب في سحب القوات الأمريكية الموجودة في سوريا والتي تقدر بنحو ألفي جندي؟، وهو الإعلان الذي سارع البنتاجون لنفيه بشكل غير مباشر، حينما أعلن أنه لا توجد الآن خطط لسحب عاجل للقوات الأمريكية من سوريا ؟.. ولماذا تم تسريب معلومات صحفية داخل أمريكا تفيد تمسك ترامب برغبته في سحب عاجل للقوات الأمريكية من سوريا واستبدالها بقوات عربية حتي توقف تمدد النفوذ الإيراني في سوريا، وهو ما تلقفته بعض الدول الخليجية بالتأييد والموافقة ؟
أغلب الظن أن ترامب رجل الأعمال قبل أن يكون رئيساً يستخدم التواجد العسكري الأمريكي في سوريا كنوع من الصفقة للحصول علي أكبر قدر من المكاسب، وتحديدا المكاسب المالية.. وهذا ليس غريبا بل لعله أمر متوقع من الرئيس الأمريكي، الذي سبق أن طالب الجميع في العالم بدفع ثمن أي عمل أو إجراء تقوم به أمريكا، بدءاً من الأوربيين الذين طالبهم بدفع النصيب الأكبر في التكلفة المالية لحلف الناتو، وحتي عرب الخليج الذين طالبهم أيضا بدفع تكلفة الحماية الأمريكية لهم.
ترامب أعلن أنه يريد سحب قواته من سوريا، حتي يقال له عربيا لا تسحبها وابق عليها ونحن سوف نتحمّل تكلفة وجودها، بل ونحن مستعدون لإرسال قوات عسكرية عربية إلي سوريا أيضا.. وهنا نستطيع أن نقرأ تصريحات وزير الخارجية السعودي التي قال فيها أنه علي قطر أن تدفع تكلفة القوات الأمريكية في سوريا، وإلا نقلت أمريكا قاعدتها العسكرية في قطر، وهو ما يهدد بسقوط النظام القطري في غضون أسبوع واحد.
هذه هي صفقة ترامب في سوريا.. وهي صفقة لا تقتصر فقط علي الحصول علي مزيد من الأموال العربية، وإنما وهذا هو الأهم الحصول علي نصيب في الثروة البترولية السورية أيضا، حتي لا تستأثر بها روسيا وتركيا وإيران وحدها.. وهذا هو السبب الرئيسي للضربة الثلاثية الصاروخية لسوريا، لتعود أمريكا بمساندة بريطانيا وفرنسا تلعب دورا في المشكلة السورية بعد أن تراجع دورها كثيراً مؤخراً.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف