الأهرام
جمال زهران
إعادة الحياة لأرض السعادة «الميريلاند»
تابعت أزمة أرض السعادة «الميريلاند» الواقعة فى قلب مصر الجديدة، التى تعرضت لمحاولات تحويل الحديقة لأرض بناء وإقامة أبراج تدمر معالم مصر الجديدة التاريخية. وقد هبَّت قوى نافذة تقطن حول حديقة الميريلاند من وزراء وصحفيين كبار ودبلوماسيين حاليين وسابقين وشخصيات عامة لا حصر لها، كان من نتاجها وقف مذبحة الأشجار التاريخية، وإجهاض المشروع التآمرى على حى مصر الجديدة، للتخلص من هذه الحديقة وتحويلها إلى أبراج سكنية بمعرفة شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، ومراكز للنفوذ.

وجرت اتصالات مع محافظ القاهرة السابق د. جلال السعيد، الذى استجاب للهبة الشعبية لسكان مصر الجديدة، وقام على الفور بزيارة الحديقة والمنطقة. وقرر السيد المحافظ على الفور وقف هذه المؤامرة على الحديقة وعلى سكان المنطقة، وأصدر التعليمات لشركة مصر الجديدة، باحترام العقود بشأن هذه الحديقة العامة والمنتزه السياحي، وأعطى أوامر صارمة لرئيس حى مصر الجديدة بالبدء فورًا فى إعادة الحياة إلى الحديقة الشعبية المتاحة لجميع أبناء الشعب من الفقراء ومتوسطى الحال وفق برنامج زمنى محدد مع إعلان تطوير نصف الحديقة السياحى لتعود الحياة له أيضًا وتحت إشراف ومتابعة الحى مباشرة، الأمر الذى نزع الفتيل فى المنطقة وأسهم فى تهدئة الناس بشكل واضح.

وبعد ترقية المحافظ السابق د. جلال السعيد، إلى وزير النقل، تم تعيين المهندس عاطف عبد الحميد، محافظًا للقاهرة. وخشينا العدول عما سبق الاتفاق مع المحافظ السابق، إلا أننا وجدنا حماسًا منقطع النظير ومتابعة دءوبة مع رئيس حى مصر الجديدة المهندس إبراهيم صابر. وكان من نتاج ذلك افتتاح ما يقرب من نصف الحديقة بعد تطويرها، وإعادة الحياة فيها بتكلفة بلغت فى مرحلتها الأولى 45 مليون جنيه، وذلك خلال الشهر الماضي، وأقام المحافظ أيضًا حفل تكريم اليتيم فى الحديقة الجديدة، تشرفت بالمشاركة فى الافتتاح وحفل اليتيم, وأشهد بأنه إنجاز متميز للغاية، وعلى خلفيته أدعو بأن يكون فى كل حى فى القاهرة والمحافظات أكثر من حديقة عامة لكل أبناء الشعب وبرسوم دخول رمزية وتحت رعاية الدولة مباشرة.

ولا شك أنه بعد إهمال أكثر من عشر سنوات كادت تتحول الحديقة إلى خرابة لولا يقظة الأهالى واستجابة المسئولين فى المحافظة، المحافظ، ورئيس حى مصر الجديدة، عادت الحياة إلى حديقة الميريلاند لتعود صانعة للبهجة. واستردت الحديقة بالإنجاز الذى تحقق فيها، قيمتها التاريخية والجمالية والحضارية والبيئية. فهى أرض السعاد كما أطلق عليها، جمال عبد الناصر الذى افتتحها فى عام 1963م، بعد أن كانت ناديًا لسباق الخيل أيام الملك فاروق، ليحولها إلى رئة طبيعية لسكان المنطقة وزوارها، والآن تعود باسمة ضاحكة تستقبل روادها من كل مكان فى مصرنا الغالية.

ولمن لا يعرف أن عدد الحدائق العامة فى مصر حتى عام 2016م، وصل إلى 87 حديقة، حسبما نشر الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء وهو عدد قليل للغاية. فلو قلنا إن كل حى يحتاج حديقة لكان المطلوب نحو 300 حديقة عامة كبرى فى محافظات مصر كلها، كمرحلة أولى تصل إلى 3000 حديقة خلال عشر سنوات، فى إطار برنامج قومى ضرورى التنفيذ.

وأطالب بقانون لتجريم إزالة أى مساحة خضراء مهما تكن الأسباب وإنزال العقاب حتى الإعدام لمن يقترب من أى حديقة عامة بالتخريب أو الإزالة. ولو علمنا أن هناك علاقة إيجابية بين انتشار الحدائق التى تقضى على التلوث، وتحسين الحالة النفسية والصحية للمواطنين، وبين انحسار الأمراض لدى فئات الشعب، وبالتالى تخفيض التكاليف الباهظة بالعلاج لعلمنا وأدركنا مدى أهمية انتشار الحدائق العامة فى مصر كلها. فشكرًا لكل الذين ساهموا فى إعادة الحياة لأرض السعادة «الميريلاند».

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف