خالد عبد العزيز
متي تفوز مصر بكأس العالم ؟
هل فكرنا وبحثنا لماذا تأهلت مصر لنهائيات كأس العالم لكرة القدم روسيا 2018 بعد غياب استمر 28 سنة؟ ألم يكن غريباً في ظل الظروف السياسية التي مرت بها البلاد منذ عام 2011 أن تصل مصر للنهائيات رغم عدم وصولها قبل ذلك في ظروف أفضل كثيراً؟ ألم يكن عجيباً أن تلغي مسابقة الدوري العام لكرة القدم علي 2012/2013 ثم تستأنف المسابقة بعد ذلك من مجموعتين ثم مجموعة واحدة وبدون جمهور ورغم ذلك نتأهل للمونديال؟ ألا يستحق دراسة الأمر بعناية كيف فاز المنتخب المصري ومن خلال مجموعة متميزة من نجوم الكرة المصرية ببطولة كأس الأمم الأفريقية 3 دورات متتالية في إنجاز تاريخي ومع ذلك يفشل في التأهل للمونديال المرة تلو الأخري؟
الإجابة - من وجهة نظري - وببساطة شديدة وبدون فلسفة ومصطلحات كروية معقدة وبطريقة البحث عن العامل المتغير وبأسلوب استبعاد تماثل الظروف . نجد أن نجاح مجموعة قليلة من اللاعبين المصريين في رحلة احترافهم في الأندية الأوروبية خلال الفترة الحالية واعتماد هذه الأندية علي نجومنا في تحقيق الانتصارات والاحتكاك بمدارس كروية مختلفة في المسابقات الأوروبية القارية هو السبب الأساسي في تحقيق هذا الحلم . ويضاف إليه في المرتبة الثانية الاعتماد علي جهاز فني يرأسه مدرب مخضرم نجح أيضاً في الإدارة الفنية لبعض الأندية الأوروبية سواء في الدوري الإيطالي أو الدوري الأسباني مما أكسبه كثيراً من الخبرات الاحترافية مع نجوم من جميع أنحاء العالم والتعامل بواقعية مع الإمكانات المتاحة في مختلف الظروف.
الدوري المحلي المصري ونجومه وهدافوه ليس هو السبيل للفوز بكأس العالم أو حتي المنافسة علي المربع الذهبي . هذا الدوري لابد أن يكون هو مجرد البوابة التي يخرج منها النجوم المحليون للاحتراف في أوروبا وأن قوة الدوري المحلي ليست مقياساً لتكوين منتخب وطني علي مستوي عال والدليل علي ذلك منتخب إنجلترا التي يقام فيها أقوي دوري في العالم ولم تفز بكأس العالم إلا مرة واحدة عام 1966 عندما أقيم علي أرضها . بل لم تصل حتي إلي المباراة النهائية منذ ذلك التاريخ. ربما يكون السبب أن لاعبي إنجلترا يعيشون في بلادهم دون الاختلاف في الظروف الاجتماعية وربما يكون العكس صحيحاً في دول أخري مثل البرازيل والأرجنتين حيث تكون المنتخبات الوطنية أقوي كثيراً من مستوي الدوري وتتعادل القوي الفرنسية والأسبانية بين مستوي الدوري المحلي والمنتخب الوطني . وتبقي ألمانيا صاحبة الاستثناء في هذا الطرح لأن الألمان شعب مختلف يحسن التخطيط والإدارة والمتابعة.
نجوم المنتخب المصري والدوري الإنجليزي وعلي رأسهم محمد صلاح لاعب ليفربول الإنجليزي وأفضل لاعب في أفريقيا وفي الدوري الإنجليزي ومعه محمد النني لاعب الأرسنال والذي يحصل مراراً علي أفضل لاعب في الفريق والمدافع المتميز أحمد حجازي لاعب نادي ويست بروميتش ورمضان صبحي والمحمدي رغم عدم اشتراكهم مع أنديتهم بانتظام إلا أنهم يعيشون التجربة والالتزام والتأقلم مع ظروف الاغتراب ويتم بناء الشخصية الكروية المحترفة والاعتماد علي الذات تحت الضغوط النفسية والتغير الشامل في ظروف الحياة. وتألق محمود تريزيجيه في الدوري التركي التي تحسن فيها المستوي الكروي كثيراً. وباقي زملائهم المحترفين أوروبياً . ووجود مدير فني متميز مثل مستر كوبر صنعته التجربة الأوروبية . والعديد من نجوم مصر المحترفين عربياً . تلك هي أسباب التأهل للمونديال بعد طول غياب. وستبقي كذلك في كل مرة تخوض فيها مصر التصفيات.
عند وصول عدد اللاعبين المحترفين المصريين إلي ما يزيد علي 30 لاعبا بشرط أن يكون 25 منهم علي الأقل في أندية القسم الأول في دوريات إنجلترا وأسبانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وتعتمد عليهم أنديتهم بشكل أساسي في المنافسات المختلفة وعندما يعيش هؤلاء اللاعبون حياتهم الاحترافية في الخارج بأسلوب تلك الدول مع الاحتفاظ بقيم مجتمعنا الشرقي. بالقطع ستصبح مصر قوة كروية عظمي تنافس علي كأس العالم.
ولذلك أناشد اتحاد الكرة أن يعقد -علي سبيل المثال والاقتراح- اتفاقاً مع الأندية المصرية يتم من خلاله استقطاع 25% يحصلها اتحاد الكرة من قيمة احتراف أي لاعب لناد معين يوقع عقداً مع دولة عربية أو أفريقية أو أسيوية . علي أن يمنح للنادي 50% يسددها اتحاد الكرة كحافز إضافي من قيمة تعاقد أي لاعب يحترف في أندية القسم الأول في بعض الدوريات الأوروبية القوية.