المساء
محمد عمر
دعوات تنم عن جهل أصحابها
مجلة "شارل ايبدو" الفرنسية الساخرة مازالت تصر علي معاداتها للإسلام والمسلمين فلم تكتف من قبل بالسخرية من الرسول صلي الله عليه وسلم ووصف الإسلام بالإرهاب حتي خرجت علينا منذ أيام تطالب بحذف آيات من القرآن الكريم بحجة انها تدعو من وجهة نظرها البغيضة لقتال اليهود والنصاري وقام مديرها السابق بجمع 300 توقيع مؤيد لهذه الفكرة العنصرية من شخصيات معروفة في فرنسا.
لا شك ان مثل هذه الدعوات تنشر الفتنة والبغضاء بين المسلمين والمجتمع الفرنسي بل الأوروبي بأكمله فهم بالطبع لم يقرأوا شيئا عن سماحة الإسلام ومبادئه التي تحث علي التعايش الايجابي السلمي البناء وتدعو إلي المحبة واحترام الآخر ما لم يبدأ هو بالعدوان.. وإذا نظر هؤلاء إلي التفاسير الصحيحة للآيات التي يدعون لحذفها لوجدوا انها في اطار رد العدوان والدفاع عن النفس أو الغير أو العرض أو الوطن وغير ذلك من صور الاعتداء أما ان يفسروا الآيات علي هواهم وبفكرهم المتعصب المريض الذي يوجههم لكره الإسلام واتباعه فهذه ليست مسئولية ديننا الحنيف.. فلو كلف هؤلاء انفسهم ونظروا في باقي آيات كتاب الله لوجدوا ان جميعها تدعو إلي التسامح والمحبة والأمن والسلام.. أما ما يتذرعون به دائما بدعوة المسلمين إلي التسلح واعداد القوة في قوله تعالي "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" فعلماؤنا الأفاضل فسروا هذه الآية انها للدفاع عن النفس وليس لمهاجمة الغير الذي لو أدرك قوتنا لامتنع عن مهاجمتنا وبالتالي فهي مانعة للحرب بين المسلمين وغيرهم طالما الغير اتخذ من السلام طريقا وسبيلا واتحدي لو استخرج هؤلاء المتعصبون آية واحدة تدعو المسلمين لمهاجمة الغير أو قتله دون سبب.
ان هذه الدعوة البغيضة صورة جديدة من ظاهرة الاسلاموفوبيا التي تنتشر في أوروبا وتدفع ثمنها الأقليات المسلمة هناك فرغم انهم يتعايشون في سلام الا انه بين الفترة والأخري يخرج علينا أمثال هؤلاء المتعصبين الذين يعكرون علي المسلمين صفو حياتهم ليس هناك فقط بل في العالم الإسلامي أجمع.
بالتأكيد الداعون لحذف آيات من القرآن الكريم هدفهم في المقام الأول تحريف كتاب الله الذي أثبت علي مدي ما يقارب 1500 عام انه إعجاز الهي استمر كل هذه القرون بدون تحريف والسؤال هنا لماذا لا يطبق هؤلاء الشعارات التي يتشدقون بها والخاصة بحرية العقيدة والعبادة علي المسلمين كما يطبقونها علي أنفسهم.. أيرضون ان نطالب بحذف حرف واحد من التوراج والإنجيل؟ ولماذا لا يحترمون خصوصية المسلمين في كتابهم ومعتقداتهم ولا يعتدون علي حرياتهم؟ عموما مثل هذه الدعوات الخبيثة فقاعات صابون سرعان ما تنفجر وكأنها لم تكن لأنها ترتد علي صاحبها وتكشف جهله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف