المساء
السيد العزاوى
أيام شعبان المجيدة فرصة لأهل الخير
أيام شهر شعبان المجيدة تمضي سريعاً. وفي مسيرتها نأمل أن يحقق الله الرجاء بأن يبلغنا شهر رمضان لنتمتع بصيامه وتلاوة آيات القرآن الكريم. وهذه فرصة أيضاً لأهل الخير من عباد الله المخلصين للإكثار من فعل الخيرات والإكثار من مواساة الفقراء من الأهل والجيران.. والمبادرة بصلة الأرحام وبحث مشاكل المساكين.. والسعي بكل همة لتخفيف المعاناة عن هؤلاء الفقراء والمساكين. ولتكن أعمال أهل الخير مجردة من كل الأغراض سوي رضا رب العالمين وليضعوا نصب أعينهم قول الله سبحانه وتعالي في سورة الإنسان "إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا" إنما نفعل ذلك تنفيذاً لأمر الله تعالي وأملاً في أن يقينا الله شر اليوم الآخر وأن يمنحنا الرضا والسرور يرددون دائماً في رهبة وخوف "إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريرا". مؤملين في وعد الله "فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا".
أهل الخير يحرصون علي أن تكون مساعداتهم في طي الكتمان وحتي لا يشعر هؤلاء البؤساء بأي لون من المشاعر السيئة "الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذي لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون" الحرص علي مشاعر هؤلاء يكمن في صدور أهل الخير فها هم الرجال المخلصون وقدوتهم أبوبكر الصديق رضي الله عنه. حين تطلب الأمر واستدعت الظروف أن يوجه سيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم النداء للصحابة للمساهمة في تقديم المساعدات وفقاً لإمكانياتهم وهنا تسابق الصحابة وأهل الخير في تلبية النداء وكان أبوبكر من السابقين الأوائل في التبرعات حيث أخذ كل ما لديه من أموال وقدمها لرسول الله صلي الله عليه وسلم وعندما سأل الرسول أبا بكر رضي الله عنه قائلاً: "وماذا أبقيت لأولادك؟ قال أبوبكر رضي الله عنه مجيباً أبقيت لهم الله ورسوله. إجابة تكشف عن الإيمان بقواعده الراسخة التي استقرت في وجدان هذا الصحابي الجليل. ومن يتأمل قول ربنا في آخر سورة "الليل" "إن علينا للهدي. وإنا لنا للآخرة والأولي. فانذرتكم ناراً تلظي. لا يصلاها إلا الأشقي. الذي كذب وتولي. وسيجنبها الأتقي الذي يؤتي ماله يتزكي. وما لأحد عنده من نعمة تجزي. إلا ابتغاء وجه ربه الأعلي. ولسوف يرضي" ولعل ما ورد في آخر تلك الآيات ينطبق مباشرة علي موقف الصديق أبي بكر رضي الله. وأن عطاءه لا يبتغي به سوي رضا رب العالمين وقد جاء قوله تعالي "ولسوف يرضي" منطقياً في جانب الصديق رضي الله عنه. إنها مبادرة تكشف عن مدي إيمان أبي بكر ومسارعته في تقديم كل ما له لوجه الله تعالي مدركاً أن كل ذلك من عنده سبحانه فهو من أعطاه هذا المال وهو قادر أن يعوضه حين ينفقه ابتغاء وجه ربه سبحانه وتعالي.
وفي هذه الأيام المجيدة لشهر "شعبان" التي شهدت حادث تحويل القبلة للمسلمين في الصلاة من المسجد الأقصي بالشام إلي المسجد الحرام بأم القري هل نري مبادرات من أهل الخير لمساعدة المحتاجين من أبناء القري والنجوع حيث إن هناك كثيراً من هؤلاء الفقراء لا يسألون الناس أي صدقات وإنما هم يرضون بما قسم الله لهم والعفة تملأ وجدانهم وينطبق في جانبهم قول الله تعالي "للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم" 173 البقرة. وفي هذه الأيام رأينا كثيراً من هذه النماذج.. من بينهم شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يقف في مفترق الطرق بين السيارات يعرض المناديل الورقية بأسعار محددة لا يقبل تجاوزها بأي حال من الأحوال ولا يرضخ لأي إنسان يسعي لتقديم مساعدة عبر هذه المناديل التي يعرضها. يقول بصورة يكاد الإنسان يسمعها لصعوبة النطق لديه لا أريد سوي الثمن "جنيه ونصف الجنيه" كثير من هذه النماذج في قري ريفنا سواء في الوجه القبلي أو الوجه البحري. من هؤلاء أناس يعيشون في مساكن من الطوب اللبن وبعضها بلا سقف. ورغم هذه المعاناة تجدهم سعداء بهذه الحياة .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف