الأخبار
سلوى عفيفى
من زمن فات الزيارة الباردة!

كان زمان التواصل الاجتماعي يمثل فرحة عند اللقاء وتجمع أفراد العائلة وتجاذب أطراف الحديث... والأهم من ذلك الشعور بالدفء العاطفي والمشاعر الصادقة خاصة في اجازة نهاية الأسبوع والراحة من المذاكرة اومن مشاق المواصلات ومسئوليات العمل... وأيام جدتي وقبل عصر التلفزيون كانت تخصص كل أول يوم خميس في الشهر لصديقاتها... هذا التجمع كان يعرف في تلك الحقبة من الزمان باسم » المقابلة»‬... اجتماع راق وأنيق والحوارات هادئة بصوت ناعم ومنخفض... لقاء نسائي حول فنجان شاي أوعشاء لمزيد من الترابط الاجتماعي والمحافظة علي استمرارية الود... بالاضافة الي الفضفضة بدلا من الذهاب الي طبيب نفسي الذي لم نعرفه الا حديثا... في هذه »‬المقابلة» يتم جمع أموال الصدقات والتبرع للأعمال الخيرية للأسر البسيطة التي تحتاج الحسنة الخفية... وتنتهي السهرة حول المذياع للاستمتاع بحفل أم كلثوم الشهري...
عادة منقرضة مثل الديناصور وأصبحت ماضيا بعيدا وسقطت من تاريخ الأسر المصرية الحديثة! وانقلب الهرم ودخلنا في عصر الإلكترونيات زيارات هذه الأيام نادرة بل أصبحت واجبا ثقيلا يقوم به بعض الأبناء والأحفاد لمجرد ارضاء الله والمجتمع... زيارات اليومين دول »‬باردة» بدرجة امتياز قد تستمر لمدة ساعة بحد أقصي خلالها يمسك كل فرد في يده الموبايل ويتصفح الجديد والغريب علي شبكات التواصل الاجتماعي (الموضة العجيبة)! أو يتحاور مع غرباء قد يكونوا من سكان قارة بعيدة !! اوان يكون من هواة اللعب الالكتروني وعلي موعد مع »‬الحوت الأزرق» !!!
والسؤال : هل أصبحت دقة قديمة وبالية ؟! ولكن دايما وأبدا تحيا مصر...
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف