سامى عبد العزيز
رأي لا نتعلم من الدروس .. إلا الرقابة الإدارية
أنها ليست أول مرة تمطر ولن يتوقف المطر الي حد السيول .. اليست هذه حقيقة.. في العام الماضي حدث ما حدث وتضررت قري وبيوت يقال إنها غير مؤهلة ولولا تدخل رئيس الجمهورية واعطي تعليماته لصندوق تحيا مصر الذي شارك بالتعويض للمتضررين بل كان الأهم أنه أصلح البنية الأساسية لضمان عدم التكرار المأساوي .
وجاء العام الحالي وقامت هيئة الارصاد وبدقة علمية وبمقاييس عالمية حذرت ونبهت وتوقعت . ولكن المفاجأة جاءت في أماكن حسبنا جميعاً أن بنيتها الأساسية أمام ارتفاع أسعارها ونوعية سكانها يستحيل أن تتحول الي برك وترع وتتوقف بل وتشل الحياة فيها تماماً . وتدور الأسئلة من المسئول خاصة وأن معظم هذه المنطقة ان لم تكن كلها ملكية خاصة سواء كانت بيــــــوت أوكمبوند أوفنادق . هل المهندسون ؟ هل الشركات المنفذة ؟ هل المجالس المحلية ؟ من أذن ؟ أنه الضمير الغائب بكل معانيه. هذا جانب من القضية .. جانب آخر .. منذ أكثر من 4 شهور اجتمع مركز ادارة الأزمات بمجلس الوزراء وفكروا في تخطيط وتنفيذ حملات إعلامية للتوعية المبكرة ضد السيول والزلازل والكوارث الطبيعية وتقدمت شركات بأفكار عظيمة وكنت عضو لجنة تحكيم وتم اختيار إحدي الشركات، وكالعادة الحكومة لا تملك موارد !! رغم أنه ليس موضوعاً ترفيهياً !! وبكل الاقدام اجتمعت اللجنة الموقرة مع مؤسسات المجتمع المدني الخيرية المحترمة وأعلنت عن استعدادها لدفع تكاليف هذه الحملات طواعية وبسخاء .. ومرت الأيام والشهور ولا حس ولا خبر .. وحدثت المأساة التي رأيناها جميعاً .. نعم مأساة تحدث في كل بلدان العالم ولكن الوعي والاستعداد وحسن التصرف واستجابة المواطنين تقلل من حجم الخسائر، هكذا نري ونعلم ونتعلم "الا نحن" لا نري ولا نعلم ولا نتعلم !! بصيص الأمل الوحيد أمامي هو نزول اللواء / عرفان رئيس هيئة الرقابة الادارية والذي اعرف أن قبضته حديدية وجادة .. ودليلي أنه ما من مشروع افتتحه الرئيس إلا بعد ان جاءته تقارير الرقابة الادارية ولجانها الفنية اما تؤكد له السلامة والاكتمال والالتزام بالمعايير والمواصفات فيأتي الرئيس بثقة، واما تؤجل الافتتاح وتعلن ذلك علي الرأي العام بكل الشفافية . وهكذا تكون الجدية والاتقان .
إنني أسأل هل لهذا المستوي نستهين بحياة الناس ؟! هل لهذا الحد نفشل في ادارة الأزمات المتكررة والمتوقعة ؟ ياربي متي نفيق من غيبوبة الإهمال والتأخير والتكاسل .. بالله عليكم لوأننا وفرنا تكاليف الخسائر إلم تكن تنفع في الاستثمار في مشروعات جديدة .. إنه الاهدار الحقيقي لموارد بلد يكافح وتناضل .. هل تصدقون أن قدرتنا علي مواجهة الارهاب والعصابات أقوي من قدرتنا علي الصرف وتسليك البلاعات