الأخبار
صبرى غنيم
رؤية سيادة الوزير.. لا تستسلم ودافع عن نفسك

- مسكين وزير الإسكان، الرجل يتعرض لهجوم شعبي لم يتعرض له وزير سابق أووزير حالٍ، وكأنه هوالمسئول عن كارثة الأمطار التي حولت الاخضر الي برك وترع ومستنقعات في القاهرة الكبري بسبب التغيرات المناخية التي فاجأتنا في غير موعدها، من يتابع منظر الدكتور مصطفي مدبولي وهويرتدي قميصا وبنطلون ويقف تحت المطر أثناء شفط المياه.. يشفق علي منظره فقد تغيرت ملامحه، الحزن والألم يسيطران عليه مع أنه ليس هوالمتهم عن إخفاء "البالوعات" من شوارع قلب المدينة.. فالرجل لم يشارك في بناء المدن الجديدة ولم يكن له دور تنفيذي فيها من بعيد أوقريب..
- لكن كون إنه وزير الاسكان المسئول عن المباني والتعمير فمن الطبيعي أن ينصب الهجوم والغضب عليه مادام جالسا علي الكرسي.. أنا شخصيا أشفق عليه من اللعنات التي طالته بغير رحمة أوشفقة، والناس علي حق بسبب الأضرار التي حلت عليهم من الكوارث فقد عزلتهم عن الحياة.. منهم من نام داخل سيارته علي الطريق الدائري ومعه أمه أوزوجته أوطفلة رضيع .. لذلك أخرجوا ما في صدورهم من غضب.. والمصيبة أن شوارعنا لم تكن مهيأة لاستقبال سيول الأمطار فتحولت بعض المناطق فيها الي مواقف للمراكب واللنشات... لدرجة أن الفيس بوك تحول من يومين الي منصة للنكت وهويحمل عروضا عن بيع بيوت في شارع التسعين، وللترغيب قيل إنها "تري البحر والبعض كتب تطل علي البحر مباشرة"..
- لذلك أقول للدكتور مصطفي مدبولي وزير الاسكان، لقد جاءت الفرصة التي تدافع فيها عن نفسك، تكلم بجرأة ولا تخف، اكشف عن المستور حتي لا نقع فيه مرة أخري.. من هوالمتهم الذي تجاهل شبكة الامطار.. الذين لا يفهمون في العمارة والبناء ويعلمون أن الارض ليست متساوية فيها ارتفاعات وانخفاضات يقولون من الطبيعي أن تحدث تجمعات لأي مياه في المنخفضات، اذن أين البالوعات.. شيء بديهي جدا فما بالك بالذين كانوا يخططون للشوارع أثناء تكسير الجبال لكي تتحول الي طرق آمنة.. أفهم أن نضم مع شبكات الصرف الصحي والغاز والكهرباء والتليفونات شبكة للامطار، لكن للأسف لم نتعلم من كوارث الذين سبقونا وخاصة أننا علي أبواب الاحتباس الحراري وتغير المناخ، وقد تهبط الامطار وتأتي السيول في الصيف..
- سارة احمد برهومة الخبيرة الاعلامية في وزارة البيئة نشرت رسالة علي الفيسبوك اتمني أن تتناولها الصحف، الرسالة خطيرة جدا فهي تعلق علي التغير المناخي الذي فاجأنا وفي جزء منها تقول "علينا أن ندرك مشكلة التغيرات المناخية وتداعياتها ونقتنع بها جميعا.. وكون أن يحدث هذا فهوأبسط الاشياء التي يمكن ان تتعرض لها بلادنا.. زمان ونحن ندرس لم تكن ظاهرة الاحتباس الحراري ولا تغيرات المناخ في مناهجنا ولوكانوا ذكروها لقلنا أنهم ذكروها لتخويف الشعب، القائمون علي البلد زمان لما كانوا يسمعون من العلماء المجانين عن ظاهرة الاحتباس الحراري لم يتخيلوا أبدا أن تحدث فيضانات وسيول من الامطار في آخر شهر إبريل، مع أننا لسنا وحدنا لكن يحدث هذا في كل الدول باختلاف مدي تأثرها بهذه الظاهرة..
- كلام "سارة" يذكرنا باهتمام العالم بظاهرة تغيٌر المناخ، مع أن مصر عضورئيسي في جميع المؤتمرات التي ناقشت هذه الظاهرة لكننا للأسف لم نهتم بها، وإن كانت البداية مؤلمة.. معني الكلام علينا أن نتوقع أكثر من هذه الكوارث.. المهم كيف نستعد، وأجهزة الطوارئ عندنا فشنك، فالخوف من القادم بسبب الاهمال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف