* الجيش اختار الاحتفال بعيد تحرير سيناء ليصدر أقوي وأخطر بياناته
* الإصرار علي اقتلاع جذور الإرهاب .. مهما كانت التضحيات
* البقعة المقدسة اختارها الله سبحانه وتعالي ليكلم موسي ومن يومها أصبحت محل طمع الكافرين والمكذبين والضالين
* عندما قال لنبيه انظر إلي الجبل ارتجت الدنيا كلها وليس الطور فقط
* تاه اليهود 40 سنة ولم يتوقفوا عن حلمهم الذي لن يكون
* حينما جف التمويل الخارجي لجأ الإرهابيون لزراعة المخدرات والاتجار فيها
* أرجوكم .. اتخذوا من¢رمضان¢ شهرا للعبادة والعمل والإنتاج .. لا للخمول والكسل
اختار الجيش أن يصدر بيانه العسكري العشرين يوم الاحتفال بالعيد السادس والثلاثين لتحرير سيناء وهذا البيان يعد من أقوي وأخطر البيانات التي أعلن من خلاله عن تحقيق انتصارات حاسمة ومبهرة علي الإرهاب والإرهابيين..!
ولعل الجيش اختار هذا التوقيت لسببين أساسيين:
أولا: أن العملية العسكرية الشاملة التي يقوم بها ضد الإرهاب والإرهابيين تحمل اسم ¢سيناء 2018¢ .
ثانيا: استلهامه جهود شعب مصر منذ قديم الأزل لحماية هذه البقعة العزيزة من أراضيه والتي خاض في سبيلها حروبا وجاد أبناؤه بدمائهم وتضحياتهم لكي تبقي دائما وأبدا محررة لا تخضع ذرة رمال واحدة من رمالها لمحتل أو غاصب...!
حتي عندما شاءت الأقدار وتمكن الإسرائيليون من احتلال بعض أجزائها عام1967 لم يهدأ بال هذا الشعب إلا بعد أن أوقع بهم الهزيمة الساحقة في أكتوبر عام1973 وهو النصر المؤزر المبين.
لقد تضمن البيان العشرون .. من بين ما تضمن تدمير أكثر من 400 وكر ومخزن للأسلحة والذخائر .. وما يقرب من 74 عبوة ناسفة فضلا عن قطع خطوط الإمداد عن الإرهابيين.. والقضاء علي العديد من العناصر التكفيرية والقبض علي 173 من مرتكبي جرائم عدة .
ولأن الإمداد الخارجي شكل عنصرا هاما من عناصر بقاء غرابيب الظلام.. فقد حرصت القوات المسلحة علي قطع وسائل هذا الإمداد .. مما اضطرهم إلي زراعة وتجارة الحشيش والبانجو.
وتلك أيضا تم نسفها نسفا حتي لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك.
باختصار شديد.. لقد شهدت سيناء خلال الأيام الماضية ضربات قاصمة وحاسمة ضد الإرهاب والإرهابيين مما يحول بعد ذلك بينهم وبين الهرب فليس أمامهم سوي التسليم.. أو الموت.. وتلك ولا شك عاقبة الظالمين.
في جميع الأحوال فإن لدي كلي من الجيش والشرطة والناس.. إصرارا حاسما وقاطعا علي اقتلاع جذور الإرهاب بشتي السبل والوسائل.
وقد عبر الرئيس السيسي في خطابه للأمة بمناسبة تحرير سيناء أن هذا الشعب لا ينسي ثأرا.. ولا يرضخ لهزيمة.. ولا يقبل استسلاما .. وسيظل دائما وأبدا قادرا علي الانتفاض لنيل حقوقه وفرض احترامه علي الآخرين .. وأن الحق المسنود بالقوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية.
***
وها هي التجارب المتتالية تؤكد جميع تلك الحقائق .. وتثبت أيضا أن هذه البقعة المقدسة الغالية كانت محل طمع الكافرين والكاذبين منذ أن كلم الله نبيه موسي علي أرضها .
لقد طلب موسي أن يري ربه.. فما كان من الحق سبحانه وتعالي إلا أن دك الجبل دكا أمامه.. فخر ساجدا..!
في تلك اللحظة ارتجت الدنيا كلها رجا وليس في منطقة الطور فقط.. لقد وقف الخلق من كل فج يتساءلون:
* ولماذا مصر بالذات..؟!
* ولماذا موسي..؟!
لكنهم نسوا أن الله سبحانه وتعالي هو الذي يدبر الأمر وهو الذي بيده كل شيء..!
حاول اليهود أن يكون لهم مكان .. فعقدوا العزم علي شن الحروب ضد مصر بين كل آونة وأخري وعلي تجييش جيوشهم.. لكننا علي الجانب المقابل.. طالما وقفنا لهم نصد عدوانهم ونلقنهم الدرس تلو الدرس..!
قال موسي لربه إنه لا يملك إلا نفسه وأخاه هارون راجيا أن يفرق بينهما وبين القوم الفاسقين.. فماذا حدث..؟!
رد الجبار المتكبر أنه قد حكم عليهم بأن يتيهوا في الأرض أربعين سنة..!
ورغم ذلك لم يتعلموا الدرس.. وظل حلم بسط نفوذهم علي مصر وعلي ما عداها من دول عربية يراودهم في يقظتهم وفي منامهم .. ولكنه حلم لن يتحقق أبدا..!!
وبمرور الزمن نشأت قوي أخري عديدة قلوب أفرادها تقطر حقدا وحسدا وكراهية ضدنا.. لأنهم وجدوا فينا .. القوة.. والصلابة.. والإرادة والتحدي.. فجندوا أدوات رخيصة مدوها بالمال والعتاد للعبث بأرض مصر لكن هيهات.. وهيهات.
هذه مصر قد اختارت كما قال الرئيس السيسي طريق السلام وطريق التنمية الشاملة في ذات الوقت.
واختطت لنفسها سياسة قوامها إن الحرب علي الإرهاب لا تحول دون عمليات البناء والتعمير وتوفير فرص العمل لملايين الشباب.
***
إن سيناء تدخل مرحلة جديدة من تاريخها.. بهذه المليارات التي تم تخصيصها لتنمية كل شبر من أراضيها البكر الخصبة مما يجعلها عامل جذب لكل الشباب والشابات لا آلة طرد ¢وتطفيش¢ .. كما كان يحدث في الماضي.
وبذلك يمكن القول إن الاحتفال بتحرير سيناء هذا العام يعكس ركيزتين أساسيتين:
* الأولي: إقامة صروح التنمية في شتي بقاع سيناء.
* الثانية: التطلع إلي مزيد من الطموحات التي تضفي علي كل واحد فينا الثقة والأمل في الحاضر والمستقبل سواء بسواء.
إنهما ركيزتان تنمان عن هدفين عزيزين.. أحسب أنه من السهل بلوغهما في ضوء هذا الإصرار علي دحر الإرهاب واقتلاع جذوره .. والإيمان الكامل بأن ما حدث في دول أخري يستحيل أن يتكرر في مصر .. ومما لا شك فيه.. أن ممولي الإرهاب مهما كانت قدراتهم وتنظيماتهم وسعة شبكاتهم قد فقدوا الأمل الآن في الوصول إلي أياديهم الخسيسة وليعلموا أن زراعتهم الحشيش والبانجو والاتجار فيهما لتدبير أموال الغدر والخسة والنذالة لن تغنيهم في شيء بعد تلك المطاردة الشجاعة من جانب قواتنا المسلحة والشرطة.. والتي تسفر أولا بأول عن تدمير ونسف¢ فدادين¢ البغي والإثم ..!
علي الجانب المقابل.. لن أضيف جديدا إذا قلت.. انظروا ما يحدث في سوريا.. وما يحدث في اليمن.. وما يحدث في ليبيا.. بل وما حدث أيضا في السودان..!
للأسف.. إنها لم تعد دولا بعد أن سيطرت علي مقدراتها جحافل الإرهاب اللعين.. والتي تحطمت أمانيها الكريهة علي صخرة تماسك وتلاحم شعب مصر.. وقوة وشجاعة قواتها المسلحة.. وشرطتها المدنية..!
صدقوني.. الدولة التي بلا جيش يحميها تفتقد أبسط المقومات لماهية الدولة.. والأخري التي تفرط في جزء من أراضيها لتنقسم إلي شطرين يصبح عليها السلام.. والثالثة التي يسيل دم مواطنيها أنهارا في الشوارع والحارات لا تدخل في عتاد ¢الأحياء الأسوياء¢..
مصر تقف وسط كل هذه الأخطار .. شامخة.. قوية.. قادرة.. عصية علي الذل والهوان..!
***
في النهاية تبقي كلمة:
بالمناسبة شهر رمضان علي الأبواب..وما دمنا نحن جميعا مشاركين في خوض معركة مشتركة.. فأرجوكم .. أرجوكم.. اجعلوا هذا الشهر .. شهر عبادة وعمل وإنتاج في آن واحد.
لا تركنوا إلي الخمول والكسل فالله سبحانه وتعالي لا يحب الخاملين الاتكاليين.
إننا نريد أن تضرب مصر القدوة والمثل.. للشرق والغرب بأنها ستظل دائما وأبدا مرفوعة الهامة.. صائدة الأفاعي والخفافيش.
مواجهات
* لا تنظر إلي البناء بعد أن يكتمل ارتفاعه.. بل امعن وتأمل في مدي الجهد الذي بذل والمواد التي استخدمت لوضع أساساته..
فالعبرة دائما بمتانة القاعدة.. وليس في وجاهة ¢القمة¢..!
***
* هناك من يرون أن الذهاب بعيدا خطر .. بينما يوجد غيرهم من يفضل أن يتجه ببصره دائما إلي الأفق اللا محدود..!
تري أين أنت من بين هؤلاء .. وأولئك؟!
***
* ذلك الغبار الكثيف الذي يملأ الجو هذه الأيام.. هو نعمة من الله سبحانه وتعالي .. عكس إحساس البشر جميعا.
قال ابن خلدون: الأرض بعد تقلب الفصول تبدأ في لفظ أمراض وحشرات لو تركت لأهلكت العالم فيبعث الله بالغبار لقتلها.. وتتراوح حجم حبة الرمل بحسب الحشرة .. فبعضها صغير يدخل في عيونها وبعضها أصغر أو أكبر يدخل أنوفها وآذانها وجوفها فيميتها.. كذلك تلفظ الأرض الأمراض بعد الرطوبة فلا يقتلها ولا يبيدها سوي الغبار.
سبحان الله العظيم..
***
* مع تقديرنا لكلام ابن خلدون إلا أنه لو كان علي قيد الحياة الآن .. ما قبل أبدا تسمية القاهرة الجديدة باسمها وهي التي لم تستطع الصمود ولو عدة دقائق أمام الأمطار المنهمرة حيث انفجرت بلاعاتها.. وهبطت أرضها.. وتكدست شوارعها وانطفأت أنوارها..! جديدة علي ماذا أيها السادة العظام..؟
***
* أعجبتني هذه المقولة:
لو كان الإنسان يستغفر أكثر مما يشكو لوجد راحته قبل أن يشتكي..!!
***
* واخترت لك هذه الأبيات الشعرية:
أهديني نجما.. اهديك قمرا براق
كوني لي طربا.. يعزف بين الأوتار
كوني لي قلما يكتبني بمعجم من الأوراق
كوني لي وعدا يرتل بيوتا من الأسرار