الجمهورية
لويس جرجس
لويس جرجس
مرت في 12 ابريل الحالي ذكري ميلاد رائد مصري مجهول آخر "كتبت هنا في 7 اكتوبر الماضي عن عدد من الرواد المجهولين". أما رائد اليوم فادي دورًا ثقافيًا كبيرًا تجاه إحياء اللغة العربية وتعريف العالم. خصوصًا الفرنسيين. بها. وارتبط اسمه بأول قاموس فرنسي عربي. ساهم في نهضة الترجمة التي بدأها زميله الرائد المعروف رفاعة رافع الطهطاوي.
قال عنه المفكر والمؤرخ الكبير د.أنور لوقا ـ "1927 ـ 2003" أستاذ اللغة والأدب العربي في جامعة ليون 2 الفرنسية ـ إنه جدد شباب اللغة العربية وطوعها لتكون قادرة علي اقتحام مشكلات العصر. وحقق بمفرده ما عجز عن تنفيذه أكثر من فريق في المجامع العلمية المستقرة. وانعكس ذلك بوضوح في مؤلفات الطهطاوي في مختلف موضوعات النهضة.
أتحدث عن إلياس بقطر صاحب أول قاموس فرنسي عربي "قاموس إلياس" الذي يؤرخ بظهوره لانفتاح اللغة العربية علي العصر الحديث. ولد الياس في أسيوط عام 1784م. وتلقي العلوم التقليدية المعروفة في زمانه وتعلم اللغة الفرنسية بعد وصول حملة نابليون إلي مصر. وعمل معها مترجمًا فوريًا. ثم غادر مصر عقب فشل الحملة متوجهًا إلي مرسيليا.
بعد عامين من وصوله مرسيليا سعي للعمل مترجمًا للمخطوطات العربية التي تحتفظ بها المكتبة الوطنية بباريس. إلا أنه اصطدم بدون روفائيل الذي كان عضوًا بالمجمع العلمي بالقاهرة. وشغل منصب استاذ مساعد اللغة العربية بمدرسة اللغات الشرقية بباريس. فعاد إلي مرسيليا عازمًا علي التفوق في الترجمة وتأليف قاموس فرنسي ـ عربي علي أحدث المبادئ العلمية. ولذلك تفرغ للدراسات اللغوية عشر سنوات. ولتغطية نفقات معيشته اشتغل كاتبًا عموميًا للجالية المصرية. وأعطي دروسًا في اللغة العربية للفرنسيين الذين يتطلعون للتعامل التجاري مع الشرق. كما تولي نسخ المخطوطات العربية التي كان يزوده بها صديق شامي اسمه ميخائيل الصباغ يعمل ناسخًا في المكتبة الوطنية بباريس.
في 1814 استدعته وزارة الحربية الفرنسية إلي باريس للاستعانة بخبرته في ترجمة وثائقها. وتحولت المهمة إلي وظيفة ثابتة ساعده عائدها علي استكمال حلمه بتأليف القاموس. بعد الفراغ الذي تركه روفائيل باستقالته وعودته إلي مصر عام 1816 احتجاجًا علي تقليص مرتبه. تم تعيين بقطر عام 1819 استاذًا مساعدًا للغة العربية بمدرسة اللغات الشرقية. فوضع برنامج تدريس العربية لا بوصفها لغة قديمة كامنة في بطون الكتب. ولكن لغة حية قادرة علي أداء جميع الأغراض. ودعا إلي التحرر من قوائم الالفاظ الشحيحة التي اقتصرت عليها قواميس الغربيين المتداولة حينها. وتعهد باثراء حصيلة طلابه عبر نصوص نابضة بالحياة يقتطفها من أحاديث الرحالة العرب وأقوال الأدباء والشعراء. وزود تلاميذه بأبجدية عربية مصحوبة بامثلة. وبموجز تصريف الأفعال العربية.
في يونيو 1821 تم تثبيته في كرسي اللغة العربية الدارجة بمدرسة اللغات الشرقية. إلا أن الموت اختطفه في 26 سبتمبر التالي عن 37 عامًا. تاركًا لأرملته مخطوط قاموسه الضخم الذي أتمه قبيل موته. واهتمت الأوساط العلمية بنشره فاسندت اخراجه للمستشرق كوسان دي برسفال. خليفة بقطر في تدريس اللغات الشرقية.
لقطات:
* جميل ان يتم وضع العلامات المرورية في الطرقات وتخطيط الشوارع بالخطوط المرورية اللازمة. ولكن الأجمل أن يدرك قائدو السيارات دلالات هذه العلامات واللافتات والخطوط ويلتزموا بها. والأكثر جمالًا أن يعاقب رجال المرور من لا يلتزم بها في الحال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف