نحلم دائما بمستقبل أفضل لمصر يجعلها في مقدمة الدول المتطورة التي مرت بفترات عصيبة وتحديات كبيرة إلا أنها تجاوزتها برؤية واضحة وتخطيط ارتكز في المقام الأول علي اصلاح المنظومة التعليمية.. فالتعليم يعتبر القاعدة الأساسية التي تعتمد عليها الأمم لبناء مستقبلها.. ونحن في مصر نحتاج بشكل ضروري لتطوير التعليم بمختلف مراحله والاهتمام بالمواهب منذ الصغر وتطبيق احدث الأساليب التعليمية والتربوية التي تقترن دائما بتنمية المهارات والقدرات للأجيال المقبلة.
قابلت منذ فترة مستشارا تربويا فرنسيا جاء إلي مصر في مهمة عمل ودار بيننا حوار عن حال التعليم المصري وكيفية النهوض به وإصلاحه في الفترة المقبلة والاستفادة من التطور التكنولوجي الكبير.. هذا الخبير الفرنسي. الذي ينحدر من اصول جزائرية يعلم جيدا ما نعانيه في عالمنا العربي وشرح لي قواعد السياسة التعليمية في فرنسا واسرار نجاحها وتقدمها. مؤكدا أن الدولة وضعت ضمن أولوياتها اصلاح المدارس الحكومية وامدادها بأحدث المناهج الدراسية والطرق التربوية لتكون هي النواة الرئيسية في المنظومة التعليمية وليس المدارس الخاصة كما هو الحال في مصر.. كما أكد لي أن تحسين أوضاع المدرسين في المدارس الحكومية هو نقطة الانطلاق الحقيقية بالاضافة إلي الاهتمام بتعليم اللغات الأجنبية ليستطيع الطلاب الاطلاع والاستفادة من تجارب وثقافات الدول الأخري.. كما كشف عن ان الدولة تهتم سنويا باختيار أفضل مدرسة طبقا لنتائج طلابها في مختلف المراحل التعليمية وتكرمها في احتفالية كبري لتزيد من سخونة المنافسة بين المدارس الحكومية مما يخلق جوًا من الحماس والطموح لدي المدرسين والطلاب فالكل يبذل أقصي جهد لديه ليفوز بجائزة الأفضل.. كما أوضح لي أن خبراء التعليم يقدمون بشكل مستمر مقترحات لتطوير السياسة التعليمية والتربوية وربطها بمتطلبات السوق بشكل يسهل للخريجين الجدد الحصول علي وظيفة بشكل أسرع.
لاشك أنه من هنا تأتي البداية في مصر.. فلابد من اصلاح المنظومة التعليمية والاهتمام بالمدارس الحكومية وتطوير المناهج الدراسية والتخطيط المبني علي أسس علمية لبناء مجتمع أفضل يجعلنا قادرين علي المنافسة والتحدي في جميع المجالات.