التصريح الذى أطلقه رئيس اتحاد العمال السورى من أن مصر هى الدولة الوحيدة، التى اعتبرت اللاجئين السوريين مواطنين.
نعم هم مواطنون.. لهم ما لنا- نحن كل المصريين- بل وعلينا أيضاً أن نتحمل عنهم أى أعباء.. فهم فعلاً وقولاً وعملاً: هم مواطنون مصريون نتحمل عنهم ما يتحمله المواطن المصرى.
وكل الدول المحيطة بسوريا شرقاً «حيث العراق».. وشمالاً «حيث تركيا»، وجنوباً حيث الأردن.. وفى كل بلاد العالم التى لجأ إليها السوريون.. فى أوروبا وأمريكا وحتى أستراليا.. كل هذه الدول تعتبرهم- هناك- لاجئين. وتقيم لهم المخيمات أو مناطق الإيواء.. أى تعزلهم عن مدن هذه الدول.. وتعتبرهم كذلك حتى وإن سهلت لهم الحصول على أى فرصة للحياة.. إلا نحن فى مصر..
<< وتجد الأشقاء السوريين.. ويتجاوز عددهم فى مصر رقم المليون، أى خُمس عدد الذين أجبرتهم العمليات العسكرية على الفرار بحياتهم- تجدهم يعيشون بيننا من دمياط الجديدة شرقاً إلى كل مدن شمال الدلتا.. وفى القاهرة وما حولها ويحصلون- دون مشقة- على ما يحتاجونه من أساسيات.. بل ومن فرص العمل ونظرة إلى ما نراه مثلاً فى مدينة العبور نتأكد مما نقول. إذ كان فيها عقارات عديدة خالية.. وفيها فرص الرزق والأسواق..
<< والسورى بطبعه لا يمد يده طلباً لمساعدة مالية.. أو يعتمد على ما يخصص لهم من مساعدات دولية أو إقليمية.. كما يفعل لاجئو شعوب أخرى فى الشرق والغرب لأن السورى تعود أن يأكل من عرق جبينه.. فكل الأسرة تعمل.. وتساهم الزوجة وتحول بيتها المتواضع- هنا- إلى مصنع صغير تصنع فيه ما تجيده.. ويتولى أولاد الأسرة الصبيان والبنات تسويق هذه المنتجات التى يحبها كل المصريين.
ومن حق السورى أن يدخل أى عيادة أو مستشفى للعلاج.. وأيضاً من حق الطفل السورى أن يجد مكاناً فى مدرسة مصرية حكومية ويلقى نفس المعاملة التى يلقاها الطفل المصرى..
<< والشعور المصرى الذى يسارع إلى مساعدة شقيقه السورى ليس وليد اليوم بل وليس وليد فترة الوحدة بين الشعبين بين عامى 1958 و1961.. بل هو شعور حقيقى من أيام الفراعنة.. ولم يعتبر أى حاكم مصرى طوال آلاف السنين أن السورى غريب على المصريين بل كانوا دائماً وأبداً من رعايا الوطن الواحد الذى يشكل المصرى والسورى أساسه المتين.
ومازلت أتذكر أن عائلات عديدة سورية، أو من الشام الذى كان يضم سوريا ولبنان وفلسطين قد استوطنت دمياط منذ آلاف السنين ليس فقط بحكم المصالح التجارية.. ولكن لصلات النسب والقربى. ومازالت فى دمياط عائلات: اللوزى.. والعلايلى.. وخضرة.. والبهائى والطويل وقصير الديل وغيرها تستوطن دمياط منذ قرون عديدة.. وكان أولادهم يتعلمون معنا فى المدارس المصرية..
<< حقاً.. ليسوا لاجئين.. بل هم مواطنون لهم كل الحب وكل الحقوق التى لكل المصريين..