المساء
ابراهيم كمال
قمة حنفي و"الرخامة"
لم يكن من المعقول ما فعله اتحاد الكرة عندما أسند مباراة القمة لطاقم تحكيم مصري علي اعتبار ان الدوري حسم قبل انتهائه بستة أسابيع.. وان لاعبي الفريقين- من المفروض- أصبحوا علي قدر المسئولية بعدما وصلنا للعالمية المزعومة عن طريق كأس العالم.. اتحاد الكرة وضع نفسه بحكامه في نفق الأزمات حتي ان خرج كل أعضائه بكلمات الإشادة بمحمد الحنفي الذي تحمل عبء المباراة و"رخامة" اللاعبين في الملعب الذين كان كل همهم إحراج الحكم المصري ورفضهم التام لوجوده في الملعب فتفرغوا تماماً من أول دقيقة للخروج عن النص وعن النظم الأخلاقية وكان شعارهم التحرش كل بالآخر بداع وبدون داع.. وحاول الحكم ان يمسك الزمام وألا يفلت من بين يديه بالكروت الصفراء التي وصل عددها إلي 11 إنذاراً متمسكاً بكل خيوط ضبط النفس حتي لا يصل إلي الكارت الأحمر الذي لو استخدمه لأصبح الشرارة التي تشعل في خيوط استمرار المباراة إلي نهايتها.. فالنية كانت مبيتة لدي لاعبي الفريقين علي إظهار فشل الحكم المصري مهما كانت عدالته وحول اللاعبون الملعب إلي ساحة للخناقات واستعراض العضلات لعلمهم ان الحكم لن يجرؤ علي طرد أي منهم وإلا انقلبت إلي معركة.
اتحاد الكرة أخطأ في قرار الحكام المصريين لأن الحكم مهما أمسك بميزان العدل في قراراته سيظل متهماً أبداً ودائماً ويكفي ما أعلنه عصام عبدالفتاح رئيس لجنة الحكام حول اتصال رئيس الزمالك به بين شوطي المباراة واتهاماته للحكام وهجومه عليهم رغم ان فريقه كان متقدماً بهدفين.. فماذا لو انقلبت الآية وكان الزمالك هو الخسران في النهاية أعتقد ان الحكام واتحاد الكرة كله بل والأهلي أيضاً لن يكن ليسلم من أي انتقادات واتهامات وهجوم لمجرد أن الأهلي فاز "هذا افتراض" ولازدادت وترسخت النغمة التي ترددها كل جماهير الكرة وليس الجمهور الزملكاوي فقط "والتي صدقوها مع انتصارات الأهلي المستمرة" بأن تلك الانتصارات الأهلاوية لا تأتي إلا بقرارات تحكيمية وليس لعجز وفشل الفرق الأخري أمامه حتي ان كان هؤلاء الحكام أجانب وهو كثيراً ما فعلها في القمة "ومنها قمم الـ 11 سنة التي لم يفز فيها الزمالك" وغيرها مع الفرق الأخري التي طالبت بوجود الأجنبي.. فما رأيهم بعدما فاز الزمالك بالحكام المصريين في القمة 116؟ سؤال ليس وراءه شيء إلا التأكيد علي أنه عندما يجيد الزمالك أو الأهلي أو أي فريق في الملعب لا شك أنه سيفوز وليس بالحكام تأتي الانتصارات لهذا أو ذاك وليت نغمة التحكيم "تخف" شوية.
مهما كانت قرارات الحنفي في المباراة فيكفي أنه تمكن من الخروج بها إلي بر الأمان وأنه فوت الفرصة علي لاعبي الفريقين الذين حاولوا إظهار فشل التجربة التحكيمية المصرية في القمة ولست أدري لماذا كل هذه العصبية التي أدي لاعبو الفريقين المباراة بها خصوصاً لاعبي الأهلي الذين كان من المفترض ان يكونوا أهدأ لأن المباراة تحصيل حاصل لهم بعد ان حسموا اللقب من بدري.. المفروض ان تكون القمة للمتعة.. لقد أدوا المباراة بغرور كبير علي اعتبار ان كعبهم عال في قمم الدوري مع تشكيل غريب لجهاز البدري.. فكانت الهزيمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف