المساء
طارق مراد
الزمالك يؤدِّب الأهلي ويسقطه من عليائه
زمالك الأحلام مع خالد جلال عاد يسبب الاوجاع.. والآلام لمنافسه التقليدي والعنيد النادي الأهلي ويكشف العيوب والمستورد داخل صفوفه وما تعانيه من خلل كبير عندما تفوق عليه لعبا ونتيجة في القمة "116" وفاز عليه بهدفين لنجميه كاسونجو وأيمن حفني مقابل هدف إنقاذ ماء الوجه لوليد سليمان وسجله من ضربة جزاء للأهلي ليتوج الزمالك بطلا للبطولة الخاصة بين قطبي الكرة المصرية في هذه القمة.. وينقذ نجومه بقيادة مديرهم الفني البارع خالد جلال موسم المارد الأبيض بهذا الفوز المستحق في كلاسيكو الكرة المصرية والعربية علي السواء والذي ينتظره عشاق العملاقين داخل أرض الكنانة وبوطننا العربي من المحيط للخليج.. فالهجوم الأحمر كان بلا أنياب والدفاع هشاً بلا عنوان حتي قالوا أن الأهلي لم يحضر المباراة.
نجوم الزمالك عزفوا علي أوتار الابداع والتألق والتفوق الميداني والايجابية الهجومية والصلابة الدفاعية حتي أسقطوا نجوم الأهلي بطل الدوري من عليائه ومن أوهام الارقام القياسية التي عاشها هذا الموسم وانشغلوا بها عندما حتي أفاقوا علي كابوس القمة صور لهم خيالهم إنهم فريق لا يقهر.. بينما تعامل الزمالك بقيادة نجومه الدينامو طارق حامد والقناص كاسونجو والموهوب أيمن حفني عقل الفريق داخل الملعب ومن خارجه خالد جلال المايسترو بواقعية شديدة وبانضباط تكتيكي صارم وتوازن رائع بين عمليتي الهجوم والدفاع بالاعتماد علي اسلوب الدفاع المتقدم من منطقة المناورات والضغط علي الأهلي في ثلث الأخير من الملعب.. فكان الهدفان المبكران والصدمة التي اصابت لاعبي المارد الأحمر بالارتباك وأدخلتهم في حالة من انعدام الوزن وعدم التركيز والتوهان باستاد القاهرة.
وكأنهم ضلوا الطريق لهذا الملعب العريق ليصول ويجول لاعبو الزمالك ويفرضوا كلمتهم علي مجريات المباراة ويتحكموا في دفتها ورتمها بتحركات تتسم بالوعي الخططي والسرعة والهدوء والثقة في محاولاتهم الهجومية وعند فقدان الكرة أجادوا الضغط علي لاعبي الأهلي ومحاصرتهم وتضييق المساحات أمامهم بوسط الملعب واستخلاص الكرة.
لنري فريق الأهلي يؤدي في المقابل بعشوائية وارتجالية شديدة تجعلك تتساءل هل هذا هو بطل الدوري؟!
وكيف وهو بهذا المستوي يستطيع ان ينافس علي بطولة الملايين الافريقية لكأس دوري الأبطال لأنه حتي عندما تحسن أداؤه إلي حد ما في الشوط الثاني من حيث الاستحواذ علي الكرة نجد أن هجماته لم تكن بالخطورة التي تجعل جماهيره تثق في أن فريقها قادر علي العودة في المباراة كون هذه الهجمات تمت علي طريقة "يلا نجيب جون" حيث افتقدت الكتيك المنظم في التحرك والانطلاق.
بينما كان الزمالك الذي فضَّل الدفاع عن تفوقه بهدفين اتسمت هجماته المرتدة بالخطورة الشديدة وكان في مقدور كاسونجو أن يلحق الفضيحة بالأهلي بتسجيل الهدف الثالث وهو منفرد بمحمد الشناوي وبدلا من التسديد أرضية الشباك سدد من فوق الحارس لتعلو العارضة.. ليكتفي الزمالك "بتأديب" الأهلي في القمة "116".
صحيح الكرة عاندت رأسية مروان محسن مهاجم الأهلي وارتطمت بالعارضة وجنش حارس الزمالك كان نجما كعادته في انقاذ اكثر من كرة خطرة.. ولكن في المقابل لازم هجوم الزمالك سوء حظ ايضا في العديد من الفرص المتاحة للتهديف.. وأري أن المارد الأبيض فاز لانه الاكثر تنظيما ونظاما وترابطا ومدربه خالد جلال تفوق علي حسام البدري من حيث اختيار التشكيل المناسب والتغييرات وإدارة المباراة فاستحق الزمالك الفوز عن جداره كونه كان الأفضل والأخطر والأقوي داخل وخارج الخطوط بينما سقط الأهلي بسبب الغرور.
قلت في مقال سابق بعد مشاهدتي للزمالك في المباراتين الأخيرتين له في الدوري بقياده مديره الفني الجديد خالد جلال ابن النادي الخلوق إنه نجح في اعادة تنظيم الفريق تكتيكيا فأصبح له شكل في الملعب وشخصية وأسلوب لعب واضح بالاضافة إلي ما بذله بالطبع من جهد كبير لاعادة تأهيل اللاعبين ذهنياً ونفسيا وبث الثقة في نفوسهم.. واكدت إنه أمام هذا التطور يستطيع الزمالك أن ينقذ موسمه بالفوز علي الأهلي لمصالحة جماهيره ثم الفوز بكأس مصر.. وها هم نجوم الزمالك يحققون الهدف الأول ببراعة تؤكد أن زمالك الاحلام عائد.. ويبقي الهدف الثاني والأهم وهو التتويج بكأس مصر.
بينما بات الأهلي بعد هذا المستوي المتواضع الذي ظهر به يحتاج لعلاج أسباب الخلل سريعا قبل أن يضل طريقه في الادغال الافريقية مثلما حدث باستاد القاهرة في القمة "116" والتي أفلت فيها من فضيحة مؤكدة.. ومبروك لنجوم الزمالك ولمدربهم الذي قدم أوراق اعتماده كمدير فني واعد في دوري الاضواء والكبار ومبروك لمجلس الإدارة برئاسة المستشار مرتضي منصور بفريقه الجديد.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف