حديث وشجون
غرقت القاهرة الاسبوع الماضي في »شبر ميه».. كارثة وفضيحة بكل المقاييس، واذا كنا قد نقبل في مثل تلك الاحوال ما يحدث في الاحياء القديمة والعشوائيات لتهالك مبانيها وعدم تخطيطها أو المناطق الريفية لطبيعة تربتها الا ان مثل ذلك لا يقبل بأي حال من الاحوال في المجتمعات العمرانية الجديدة المفترض فيها حُسن التخطيط ولكن ما حدث للفيلات في التجمع الخامس امر يثير الدهشة فقد اصبح من يراها يظن انه في فينسيا ولكن مغلفة بالطين!!
اين من خطط شوارعها وتغافل عن وجود مصارف لمياه الامطار.. والعجيب اذا عثرت علي البلاعة تجدها مسدودة أو تم وضعها فوق الرصيف في منسوب اعلي من الشارع والحق علي المياه هي التي اخطأت فكان عليها ان تطلع للبلاعة.
أما الاسكندرية فرغم انها لم تتضامن مع القاهرة في عواصفها وامطارها الا انها شاركت في الكوارث.. فقد قامت احدي شركات الدعاية بتقويض بعض العمال غير مؤهلين لتركيب لوحة اعلانات فوق استاند حديدي كبير في مواجهة الشاطئ وبمجرد ان بدأ العمال في عملهم سقط الاستاند بما فيه علي المارة فلقي مصرعه من كان اسفله والمشكلة تكاسل المسئول عن الشركة في التأكد من شيء بديهي جدا وهو تآكل الحديد الخاص بالاستاند من عوامل التعرية.. فلو كلف خاطره بالنظر اليه قبل بدء العمل ما كان حدث ما حدث المشكلة ياسادة في غياب الضمير هذا الغياب الذي يحث التاجر علي جشعه.. الضمير غاب عن المقاول في تركيب البلاعات أو تسليكها ومات عند المهندس الذي تسلم الاعمال.. اما المستلم الاكبر فضميره نايم في العسل اصلا..
الضمير راح راح راح اخد حياتنا وامننا وراح..
وأسأله أين انت اهناك امل في عودتك؟!