بعدما تعرضت له منطقة القاهرة الجديدة من سيل، علينا أن نستخلص العبر ولا نتباكى فقط على ما أصابنا من أضرار. قد يكون ما لحق بالتجمع الخامس وأماكن أخرى سببا لنتعامل بنهج علمى وتخطيط موضوعى لتوفير بنية تحتية سليمة توفر متطلبات الحياة اليومية من طرق ومياه وكهرباء واتصالات وغير ذلك. وعلينا أن ندرك أن ما درسناه عن مناخنا من أنه حار جاف صيفا، بارد ممطر شتاء، لم يعد قائما. يصدمنى ما يشهده التجمع من التوسع الرهيب فى البناء مع استمرار تدنى الخدمات من ماء وكهرباء واتصالات وسوء طرق رغم حداثته. وأتساءل: لماذا ننتقل بنفس فكرنا القديم فى البناء والتعمير إلى المناطق الجديدة؟ أخيرا لاحظت تدفقا شديدا لمياه رائحتها كريهة بشارعنا، وظننته كسرا فى الصرف. ورأيت بعض العمال وفهمت منهم أن هيئة الصرف تضخ المياه للطريق لتسليك حجرة التفتيش. وعن سبب عدم استخدام عربة الشفط بدلا من ضخه فى الشارع لما يترتب عليه من مخاطر صحية وبيئية، قيل لي: اسألوا الشركة! وأسألها: هل هذا أسلوب عمل مقبول ومتحضر أم استخفاف بالمواطنين؟. كذلك مازلنا نشكو من تكرار كسر مواسير المياه التى يقال إن رداءة جودتها هى السبب. إلى ذلك هناك مشكلة أخرى وهى أن بعض المقاولين يتسببون فى كسر وإتلاف مواسير المياه أو الغاز أو كابلات الكهرباء لدى حفرهم لعدم توفير خرائط توضح خطوط ذلك، فلم لا يتم تنسيق الأمر قبل الحفر؟. أيضا أتمنى أن يقوم المسئولون بجولات ميدانية لتفقد كم هدر المياه المستمر فى غسل السيارات والأرصفة دون مراعاة لدعوة ترشيد استهلاكها. فلم لا يطبق القانون على المخالفين؟ هى بعض تساؤلات من القاهرة الجديدة.