ربما شعرت بالحزن للمشهد الذي رأيت عليه الأهلي خلال الشوط الأول من مباراة القمة. لكن الحق أقول إنني سعدت للنتيجة التي انتهت إليها المباراة رغم أنها قد تكون ضد هويتي التشجيعية.
سعادتي تعود إلي التوقيت الذي جاءت فيه هذه النتيجة والذي رأي كثيرون أنه كرسي في الكلوب بالنسبة للأهلي المتوج بلقب الدوري.. والحقيقة أنه ليس كذلك . فالهزيمة أمام الزمالك لن تقلل من إنجاز الأهلي والأرقام القياسية التي يحققها الفريق . ولن تؤثر بالطبع علي مدي عشق الجماهير الحمراء في فريقها أو الثقة في لاعبيهم ومدربهم.
جاءت هذه الهزيمة في وقتها لتكون بمثابة جرس إنذار لأبناء الفانلة الحمراء قبل بداية مشوارهم الصعب في دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا والتي يستهلها الفريق بمواجهتين في غاية الصعوبة أمام الترجي التونسي وكمبالا سيتي الأوغندي. وبالطبع. أدرك لاعبو الأهلي أن الفريق ليس معصوما من الهزيمة وأدرك الجهاز الفني السلبيات التي يعاني منها الفريق والتي تحتاج إلي علاج سريع إذا أراد الفريق تقديم بداية جيدة في دور المجموعات الأفريقي.
جرس إنذار آخر من لقاء القمة إلي إدارة النادي بضرورة التحرك بأقصي سرعة لتدعيم أكثر من مركز بالفريق وإلي لجنة الكرة بضرورة مراجعة وتقييم أداء ومستوي عدد من اللاعبين المتواجدين في صفوف الفريق إذا أراد الأهلي فعلا استعادة اللقب الأفريقي والعودة لمونديال الأندية.
حقيقة أخري كشفت عنها المباراة وهي أن الروح العالية ليست حكرا علي أبناء الفانلة الحمراء وإنما يمكن للفرق المنافسة أن تتمتع بهذه الروح المعنوية والقتالية إذا وجدت هذه الفرق من يحفزها بشكل جيد.. ولطالما عاني الأهلي في السنوات الماضية أمام بعض الفرق التي عرفت طريقا جيدا إلي تحفيز لاعبيها علي فترات ومنها المقاصة وسموحة وإنبي.
الفوز لم يمنح الزمالك مكسبا كبيرا فلا يزال فوز الفريق بالمركز الثالث مهددا بقوة المصري البورسعيدي.. ولكن المكسب الحقيقي للزمالك كان في الروح القتالية العالية التي اتسم بها اللاعبون والتي نتجت عن قدرة مدربهم "الوطني" في تحفيز اللاعبين قبل المباراة ليبرهن خطأ نظرية البعض في أن اللاعبين يفتقدون الروح.
هذا الفوز أيضا جاء في وقته المناسب للزمالك بغض النظر عن صراع المركز الثالث لأنه أعطي بصيصا من الأمل في إمكانية إعادة بناء الفريق بشكل حقيقي استعدادا للموسم المقبل... قد يراها البعض "حلاوة روح" ولكن حتي إذا كان هذا صحيحا فمسئولية إدارة النادي هي إعادة تصحيح الأوضاع بالفريق وتنمية هذه الروح ليعود الزمالك منافسا مع الأهلي والإسماعيلي والمصري وربما يعود المقاصة وسموحة أيضا لدائرة المنافسة في الموسم المقبل أملا في بطولة قوية بعيدا عن المسابقة أحادية الجانب التي أفقدت الدوري متعته.