الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية موتوسيكل.. ديليفرى!
انتشرت في مصر خدمات توصيل الطلبات إلي المنازل. وهذه منقولة عن أمريكا.. ربما بسبب مشاكل المواصلات. وربما بسبب الكسل.. وإن كانت الفكرة هدفها توصيل الخدمات الضرورية. للزبائن في بيوتهم.. وهذه مقبولة مع الصيدليات ومحال البقالة.. والطعام.. والحلويات والخضراوات.. وفي البداية كان توصيل هذه الخدمات للبيوت يتم دون أي مقابل.. إلا البقشيش.. ولكننا بدأنا ندفع مقابلاً مادياً لها، بعد أن زاد الطلب عليها.. وبالمناسبة فإن هذه المواقع لا تدفع رواتب لمن يقوم بهذه الخدمة من الرجال.. اعتماداً علي ما يدفعه الزبائن من بقشيش.. ولذلك أخذت موتوسيكلات الديليفري هذه تنهب الأرض نهباً.. لكي تتولي توصيل طلبات غيرها.. وهؤلاء لا يخضعون لأي نظام تأميني.. كذلك وإن ساهمت في توفير فرص عمل للشباب..
<< وما فكرة سيارات أوبر وكريم إلا من وسائل توفير خدمات التحرك من أمام البيت.. أي هي أيضا أصبحت: ديليفري. وإن كانت تخلص الزبائن من مشاكل البحث عن تاكسي يسألك أولاً عن وجهتك.
وأخيراً امتدت خدمات الديليفري إلي.. التوك توك.. أي تطلب التوك توك لينتظرك أمام باب مسكنك.. وسوف تزداد هذه الخدمة، بعد أن يتم تمرير قانون سير التكاتك في شوارع مدننا.. وهي بسبب حجمها تستطيع أن تنطلق بين السيارات «في عز الزحام» أو تصعد فوق الأرصفة. وبذلك تنافس موتوسيكلات توصيل الطلبات للبيوت مجاناً. أو هكذا كانت زمان.
<< وشدني أكثر ما علمته من أن بعض حائزي الموتوسيكلات فكروا في تقديم موتوسيكلاتهم لتوصيل الناس «من الباب للباب» بنظام الديليفري.. وهذا أيضا يعالج مشاكل اختناق الشوارع بالسيارات.
وتخيلوا سيدة حامل.. أو فتاة تريد الذهاب إلي مدرستها أو إلي عملها فتطلب واحد موتوسيكل يحقق لها ما تريده.. وبالطبع سوف تركب وراء سائق الموتوسيكل، وتكاد تلتصق به حتي لا تسقط علي أرض الشارع!! ولكن ماذا لو كانت تحمل طلبات البيت من خضر وفواكه.. كيف وأين تضعها؟!
وأتوقع بعد أن تتوسع العملية أن تصعد الموتوسيكلات فوق الأرصفة وتخترق إشارات المرور علي الأقل وسط البلد.. بما تحمله من ركاب ولكنني أتوقف عند «تعريفة» هذا الموتوسيكل الديليفري.. وهل تصل سريعاً إلي أن يرفض توصيلك.. لأن طريقك.. غير طريقي، كما نجد في التاكسي الأبيض.. أو الأبيض والأسود!!
<< طيب وإذا كان التاكسي - وراكبه- يخضعان للتأمين أي يمكن للمصاب أو المتوفي أن يحصل علي تعويض مادي من شركات التأمين.. فهل سيخضع الموتوسيكل الديليفري أيضا لهذا النظام.. أو سوف نضيف بحاراً من الدم بسبب «تهور» سائقي الموتوسيكل؟..
أقول ذلك لأن شوارع القاهرة الكبري سوف تغلق بالكامل وقبل خمسة أعوام بسبب تزايد عدد السيارات.. وبسبب نزول الآلاف من التوك توك إلي الشوارع.. وها هي الموتوسيكلات تنافس الجميع وتنزل السوق.. وتزيد بحور الدم في شوارعنا وتابعوا كم عدد الموتوسيكلات يركبها من يعمل في القاهرة.. أو أي مدينة أخري.. ولكنهم يسكنون خارج هذه أو تلك، وكل واحد يحمل ثلاثة أشخاص.. غير سائق الموتوسيكل؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف