مخمخة
لا حديث هذه الأيام إلا عن اقتراب شهر رمضان الكريم وموجة الغلاء المتوقعة وكأن المستهلك يقول للتاجر افعل كما تشاء وسوف نتقبل أي ارتفاع في الأسعار بصدر رحب..هذا الكلام عار تماما من الصحة وان تحرك الأسعار في المواسم وخاصة مع بداية شهر رمضان يرجع إلي إقبال المواطنين علي شراء السلع والتهافت غير المبرر علي الشراء بصفة عامة..أسعار السلع ثابتة كما هي والحكومة أطلقت خطة لزيادة كميات السلع الاساسية بمقدار النصف تقريبا علي ان تكون متوافرة في منافذ القوات المسلحة ووزارتي التموين والزراعة وبنفس أسعار السلع الحالية بل ان هناك سلعا تراجعت اسعارها نتيجة لانخفاض سعرها بالسوق العالمي..ولكن تبقي المشكلة هنا في المستهلك الذي يحرص علي شراء اي شيء بحجة ان رمضان شهر كريم ويحب الشراء..الحقيقة ان رمضان شهر كريم في العبادة وغفران الذنوب وليس في الولائم والعزومات كما يتصور البعض..ضبط الأسعار سيكون في يد المستهلك وليس الدولة وحدها..والحد من التبذير وشراء الاحتياجات الأساسية وعدم اللجوء لسياسة تخزين السلع سيجبر التاجر علي البيع بأسعار عادلة بعيدا عن الاستغلال وهو ما نسعي إليه خلال الفترة الماضية لإعادة الاستقرار والتوازن للسوق..ليس هناك مبرر واحد ان تقدم الاسرة المصرية علي شراء المكسرات بهذه الاسعار الفلكية لانها ليست شرطا من شروط الصيام..هناك بدائل محلية ومتوافرة بالأسواق وبأسعار تناسب دخل المواطن البسيط..لا تشجعوا التجار علي الاستغلال..شراء السلع بكميات متوازنة وحسب الاحتياجات الفعلية سيجبر الجميع علي احترام المستهلك وعدم استغلاله..وكل عام وأنتم بخير..وتحيا مصر.