النائب العام كلف نيابة الأموال العامة العليا بالتحقيق وتحديد المسئوليات، فيما تعرضت له مدينة القاهرة الجديدة من أزمة تراكم مياه الأمطار علي نحو غير مسبوق وما صاحبها من وقائع قطع المياه والكهرباء عن سكان المدينة وتعرضهم للخطر. سنترك التحقيقات تأخذ مجراها، لكن الجهد السريع الذي قامت به هيئة الرقابة الإدارية يستحق الإشادة فهو نقطة بيضاء في ثوب اتسخ بتقاعس عدد من المسئولين.
تحرك السيد/ محمد عرفان رئيس هيئة الرقابة الإدارية بنفسه، وقاد فريق عمل من الهيئة انتهي إلي بيان مهم جاء به »أنه تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية بالوقوف علي الأسباب الفنية والموضوعية التي أدت إلي وقوع أزمة تراكم مياه الأمطار من جراء الطقس السيئ الذي ضرب بعض المناطق بالقاهرة الكبري وأبرزها مدينة القاهرة الجديدة، وتحديد المسئوليات بشأنها، وبخاصة عقب سابقة التحذيرات الصادرة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية، فقد تبين من الفحص والمعاينة والتحري، بأنه عقب هطول الأمطار بكثافة فاقت القدرة الاستيعابية لمحطات الرفع، وما تلاها بارتفاع منسوب المياه بعدد من محطات الرفع وأدي لارتدادها، وإحداث تجمعات مائية كبيرة أخذت طريقها لمحطة محولات كهرباء الحي الرابع بالقاهرة الجديدة فانقطع التيار الكهربائي، وتوقفت معه بعض محطات الرفع بالمدينة لفترات طويلة تصل لعدة ساعات، أسفرت عن خلل جسيم بنظام الصرف في القاهرة الجديدة برمتها.
كما تم اكتشاف وجود أعطال جسيمة وجوهرية بالعديد من الطلمبات ومولدات الكهرباء وشبكات الحريق، وبعض لوحات التحكم الرئيسية لتشغيل الطلمبات الخاصة بنظام الصرف الصحي بالقاهرة الجديدة، وما شاب إجراءات تسليم وتسلم محطات الصرف بين جهاز مدينة القاهرة الجديدة وشركة الصرف الصحي بالقاهرة بالمخالفة، الأمر الذي شكل جريمة جنائية تضر بالمال العام، وتستدعي المساءلة القانونية، فضلا عن انعدام الحرفية والمهنية في إدارة الأزمة عقب حدوثها، وغياب التنسيق بين وزارات الإسكان والكهرباء والنقل ومحافظة القاهرة للاستفادة من قدرات كل منهم، وإمكاناتهم لتلافي الآثار التي نجمت عن ذلك، وعدم كفاية مطابق الصرف بالطرق الرئيسية والفرعية بالمدينة، أو اتخاذ إجراءات تكفل تلافي آثار الحفر الموجودة بمنطقة أبراج سما بالطريق الدائري، حتي الأوتوستراد، وما ترتب عليه من انسداد المطابق، وعدم وجود خطوط صرف أو بالوعات بطريقي الكورنيش والأوتوستراد، وتجمع المياه، وإعاقة حركة المرور بالطريق الدائري»، وحدد البيان المسئولين عن الجريمة، وغدا نستكمل.
دعاء : اللهمّ آتنا في الدّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار.