الأهرام
حسين الزناتى
مسلمون فى الحرم!
من كل فج عميق يأتى المسلمون إلى الحرم المكى معتمرين وحاجين، طالبين العون.. رافعين أكف الضراعة إلى الخالق، راجين الرضى، وحُسن خاتمتهم.. هناك يقف الجميع فى صفوف منتظمة بكلمة واحدة من إمام المسجد، وهو يقول «استووا» فيستوى الكل فى مشهد مهيب بين يدى الخالق فى صلاة بمئة ألف صلاة عن غيرها فى مكان آخر! هذا المشهد المهيب،هل يكفى وحده حتى ترتاح ضمائرنا تجاه ربنا وديننا، وأمتنا؟. إن من يرانا فى وحدتنا وخشوعنا داخل البيت الحرام، يشك فى أن هذه أمة يمكن أن يغلبها أحد، بل إن هؤلاء البشر يمكنهم أن يسودوا العالم من فرط وحدتهم، لا أن تكون أمة تتداعى عليها باقى الأمم! من يرانا داخل الحرم لا يتخيل أن بعضنا يخوننا لصالح أطراف ودول أخرى، وأن هناك من يدفع من أموال المسلمين لقتل المسلمين بأيدى المسلمين ولهدم دول إسلامية وعربية لصالح الصهيونية. لا يتخيل أحدا أننا تركنا أنفسنا نسبح فى بحور الجهل، والفقر لصالح آخرين، وأننا سلمنا عقولنا وقلوبنا ومصيرنا لهم. إن السعى لنهضة أمة المسلمين لن يكون فقط بالحج والعمرة والصلاة، والصيام ولكن أيضاً بتفعيل القيم الحقيقية لبناء أمة قادرة على قيادة العالم بالعلم والمعرفة. وأن النهضة ستكون بإعمال الضمير وتطبيق المساواة بين الجميع، وتغليب مصالح المجموع على الفردية، وبوجود حكام مسلمين يقيمون العدل ويحاربون الظلم، ويضعون مصالح الشعوب فوق رؤوسهم، وتساندهم شعوبا يريدون علواً لأمتهم لا أن يتحولوا إلى شتات فى أرض غريبة. لو حرص المسلمو على بناء أمة قوية لهم، كحرصهم على حُسن أداء شعائر الحج والعمرة والصلاة فى الحرم لأصبحت أمة تسود العالم!.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف