فى سبتمبر عام 1969 أى عقب تخرجى على الفور فى كلية الاقتصاد و العلوم السياسية بجامعة القاهرة، تم اختيارى عضوا فى وفد من منظمة الشباب الاشتراكى، التى كنت عضوا فيها، لزيارة موسكو بدعوة من الكومسمول (أى منظمة الشباب التابعة للحزب الشيوعى السوفيتى فى ذلك الحين). كان الوفد برئاسة مدرس شاب بكلية حقوق القاهرة هو د. مفيد شهاب، ويتكون من مجموعتين: فنية وسياسية، كنت أنا من المجموعة السياسية، فى حين كان من المجموعة الفنية شاب أرستقراطى، هادئ ووسيم اسمه رمزى يسى، حضر بصفته عازفا ماهرا للبيانو فى الحادى والعشرين من عمره (ولا أعرف إن كان فى ذلك الوقت طالبا بالكونسرفتوار أم تخرج فيه). ومنذ ذلك الحين وأنا أقرأ أو أسمع أخبار صعوده وتألقه فى عالم الموسيقى العالمية ليصبح من أكبر عازفى البيانو فى العالم. لا أعرف إن كان رمزى يسى لا يزال يتذكر تلك الزيارة التى مر عليها اليوم 49 عاما. أقول هذا بمناسة حضورى مساء السبت الماضى (28/4) حفل أوركسترا القاهرة السيمفونى، بدعوة كريمة من د. مجدى صابر رئيس الأوبرا، والتى أمتع رمزى فى نصفها الأول الجمهور بعزفه مقطوعات لبيتهوفن، وللموسيقار الفرنسى كامى سان صانز. ومع معرفتى بالتزامات يسى بالعزف فى أكبر قاعات الأوبرا والموسيقى فى العالم إلا اننى أتمنى أن يتعرف أكبر عدد من الشباب المصرى على ذلك الفنان الموهوب والجاد، ابن الصعيد، فوالدته العظيمة أولجا يسى كانت من أبناء قنا، فى حين كان والده طبيبا من الأقصر، أسهم كلاهما فى تعليمه البيانو فى صغره قبل أن يلتحق بالكونسرفتوار، ثم يذهب إلى موسكو و يتخرج فى معهد تشايكوفسكى، ليبدأ رحلة صعوده للعالمية. وأخيرا أقول لرمزى يسى، بمناسبة بلوغه السبعين هذا العام، كل عام وأنت بخير، ومتعك الله بالصحة والعافية لتواصل عطاءك الرائع نجما مصريا فى سماء الفن والإبداع فى العالم كله.