علاء معتمد
رسائل الرئيس .. لمَن يفهم
الرئيس في كل الفعاليات التي يحضرها. أصبح حريصاً علي أن يوجه مجموعة من الرسائل لكل من يسمعه. سواء في الداخل أو في الخارج.
وفي الندوة التثقيفية الـ28 للقوات المسلحة التي عقدت السبت الماضي. وجه الرئيس عدة رسائل مهمة. كان لها مدلولها العميق.
من بين الرسائل المباشرة كانت تلك التي وجهها الرئيس لأهالي سيناء في تعقيبه علي الكلمة الرائعة لشيخ المجاهدين حسن خلف. حين قال إن كل المصريين يعلمون أن إخوانهم في سيناء لا يتحملون مسئولية أهل الشر. وأننا مدركون للواقع. وأن الإرهاب كما في سيناء فإنه موجود أيضاً في محافظات الجمهورية كلها.
الرسالة الأخري مفادها أن القيادة السياسية تدرك تماماً صعوبة وقسوة الإجراءات التي تتم حالياً في سيناء علي الأهالي. وأنه يدرك شخصياً مدي المعاناة التي يتحملها الأهالي خلال تلك الفترة. لكنه أكد أنه دون تلك الإجراءات لن يتم القضاء تماماً علي الإرهاب وعلي مخططات الإرهابيين. وأن هذه الإجراءات ضرورية لا مفر منها. حتي لا تضيع سيناء وتنجح محاولات ومخططات أهل الشر بالاستيلاء عليها. وطلب الرئيس من الجيش والشرطة وأهالي سيناء أن يكونوا جميعاً "علي قلب رجل واحد" لأن "اجتماع أهل الشر علي باطلهم لن يكون أقوي من اجتماعنا علي حقنا".
الرسالة الثالثة كانت عن جهود تنمية سيناء. وأن هناك جدولاً زمنياً لخطة الحكومة في هذا الشأن. تنتهي في 2022 وأنه بخلاف المشروعات التي يتم الإعلان عنها. فإن هناك مشروعات أخري يجري تنفيذها دون إعلان "حتي لا يتم استهدافها" كما قال الرئيس.
وكالعادة. حرص الرئيس علي أن يوجه رسالة خاصة للمثقفين والمفكرين والإعلاميين. إيماناً منه بأهمية وخطورة الدور الذي يقومون به. فقال إن التحدي الأكبر الذي نواجهه كمصريين في الوقت الراهن. هو "تماسك الدولة". وأن هذه المسئولية هي "مسئولية الجميع. وفي المقدمة المفكرون والإعلام". ووجه الرئيس حديثه قائلاً: "التحدي داخلي.. ازاي تاكلوا بعضكم.. ازاي تموتوا بعضكم.. ازاي تكسروا بعضكم.. اصحوا انتبهوا.. ده الدرس الجديد اللي محتاجين حكومة وشعب ومفكرين ومثقفين وإعلاميين. إذا كنتم خايفين علي بلدكم بجد".
ثم جاءت الرسائل الأخري والأهم.. وكانت الأولي: حين تحدث الرئيس السيسي عن الرئيس الراحل محمد أنور السادات. معرباً عن تقديره واحترامه لقدرة السادات العالية علي المقاومة وبناء الثقة في الجيش المصري بعد حرب 1967. وأن السادات تعامل مع هذه القضايا بموضوعية وعلم. وليس بالعواطف.
والثانية: أن بث الثقة في القوات المسلحة ورفع روحها المعنوية بعد الهزيمة. كان عنصراً حاسماً في تحقيق نصر أكتوبر واستعادة الأرض المغتصبة.
والثالثة: أن قراءة التاريخ توجب الاستفادة منه والبناء عليه. وأن تجربة السادات مع مبادرة السلام. وتمسكه بقراره رغم معارضة الكثيرين. تؤكد أن اقتناع القائد برؤيته للمستقبل. وثقته في ربه. وتمسكه بمبدأ الحفاظ علي الشعب والأرض. هم أدواته وأسلحته لتحقيق النجاح.
أتمني أن تكون رسائل الرئيس قد وصلت لمن يريد الفهم. أما الذين لا يعقلون. فدعوهم في غيهم يعمهون.