محمود غلاب
حكاية وطن - مواجهة الأخطاء
من بين ما جاء فى كلمة «السيسى» خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة أنه قال: لازم كلنا نكون متنبهين واعين وخايفين على بلدنا عشان اليوم ده ميتكررش ثانى، كلام الرئيس واضح، اليوم الذى لا نريد تكراره هو أى يوم أخفقنا فيه فى مواجهة أزمة، أو كنا مش عاملين حسابنا، الرئيس بطريقة غير مباشرة يحدثنا عن أزمة الأمطار قال فى كلمة على حسابه الشخصى ليلة غرق القاهرة الجديدة: لن تتكرر مرة أخرى.
وقال خلال الندوة التثقيفية: التحدى الموجود قدام مصر هو تماسك الدولة المصرية، وكشف عن مصدر التحدى بأنه داخلى وليس خارجياً، ونهانا الرئيس أن نأكل بعض أو نموت بعض أو نكسر بعض.. إصحوا.. إنتبهوا.. ده الدرس الجديد اللى محتاجينه حكومة.. ومواطنين وشعب.. ومفكرين.. ومثقفين.. وإعلاميين.
كلام الرئيس واضح إذا كنا خايفين على مصر بجد، وحتى لا تضيع منا لازم نشتغل بذمة وضمير، ونتقن العمل، لازم نحل مشاكلنا بجد، ولا نخشى من مواجهة أخطائنا. ولنبدأ من كارثة غرق القاهرة الجديدة فى شبر مية، والحقيقة أن القاهرة الجديدة ليست الحى الوحيد الذى غرق بل معظم المحافظات غرقت فى مياه الأمطار ويجب أن يكون الحل شاملاً لهذه الأزمة وليس قاصراً على القاهرة الجديدة، باعتبارها مثلاً صارخاً للأزمة.
الحل لابد أن يبدأ من تقرير هيئة الرقابة الإدارية الذى كشف أن إدارة الأزمة فيها مشكلة، كما أشار إلى وجود فساد فى نواحٍ أخرى، الرقابة هى صوت الشعب، ورصدت السبب، والحل فى يد الحكومة.
التقرير الجامع المانع بمن كارثة الأمطار يؤكد أن الدولة قررت مواجهة الفساد، الرقابة تقول للحكومة ابدئي من هنا، هناك هدر لمليارات الجنيهات من قروض ومعونات ذهبت بلاغات غير سليمة، وكان من الأولى على المسئولين الذين أشار إليهم تقرير هيئة الرقابة الإدارية أن يتقدموا باستقالاتهم ويعترفون بفشلهم فى القيام بواجبهم، فى دول أخرى تستقبل الحكومة بالكامل فى مثل هذه الكوارث، من العيب أن تفشل الدولة فى مواجهة شوية أمطار، لقد واجهنا أزمات أبشع من ذلك وتغلبنا عليها، هل هناك شىء خطأ، هذا ما ستكشف عنه التحقيقات الجنائية، ولكن هناك مسئولية سياسية يجب أن يقوم بها مجلس النواب.. عن طريق استدعاء جميع المسئولين عن الأزمة ومواجهتهم بالتقصير الذى وقعوا فيه، لابد أن يسمع الشعب صوت نوابه ولابد أن تخضع الحكومة للمحاسبة وأدعو الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب بتشكيل لجنة مشتركة من لجان البرلمان لمناقشة هذه الأزمة لتحديد المسئولية السياسية، وإلزام الحكومة بالقيام بثورة إدارية للتخلص من الموظفين الفاشلين، مازلت أسأل عن وزير التنمية المحلية وعن دوره فى هذه الأزمة التى تعتبر نقطة سوداء فى الجهود التى قامت بها الدولة خلال السنوات الماضية من أجل الإصلاح، وتهيئة المناخ الصحى للتنمية.
خوفنا على بلدنا لا يكون بالكلام والتباكى واللطم ولكن بالمواجهة، واقتحام المشاكل، واتخاذ القرارات الصعبة لتصحيح الأخطاء، الخطأ إذا تم علاجه فى وقته يحسب خطأ واحدًا، ولكن إذا تم إهماله يتراكم ويتحول إلى أخطاء كبيرة يصعب التعامل معها.